Thursday, May 7, 2015

عن القابلات والراهبات في أيديهن الرحمة


رزان محمود
17/4/2015
عثرت بالصدفة على مسلسل "استدعوا القابلة Call The Midwife"، حين كنت أبحث عن ملفات مسلسل آخر، في موقع التحميل بالتورنت. أثارني العنوان، وتساءلت ما المثير في حياة القابلة/الداية ليصنعوا له مسلسلاً كاملاً؟ وهل كانت بالفعل هناك قابلات ليتحدثوا عنهن؟ إن القابلة في الوجدان الجمعي المصري مرتبطة بأحداث غير سارّة على الإطلاق، كالتأكد من عفة ابنتهم – مثل فيلم "الطوق والإسورة" وقصص يوسف إدريس – أو ختان ابنتهم رغمًا عنها، أو التوليد بعنف مع كثير من الصراخ والرفس وحلّة المياه الساخنة التي للآن لم أعرف فيما يستخدمونها! لكن القابلة في المسلسل البريطاني نسخة أفضل كثيرًا جدًا من النسخة المصرية الجاهلة متسخة اليدين والمتجهمة.

وُلد المسلسل من كتاب، وهو مذكرات "جنيفر وورث" الذي يحمل نفس العنوان. وُلدت المذكرات بعد قراءة وورث، القابلة لمدة سبع سنوات في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، لمقال كتبته "تيري كوتس" في إحدى المجلات الطبية المرموقة، تشكو فيه من عدم تمثيل مهنة القِبالة* جيدًا في الإعلام. فكّرت وورث، وجلست لتكتب مذكّراتها، وأرسلتها لكوتس كي تستشيرها في التفاصيل الطبية، لأن كوتس كانت قابلة هي نفسها فيما مضى، وتملك من الخبرة ما جعلها مستشارة المسلسل الطبية فيما بعد.

يحكي "استدعوا القابلة" عن حياة "جنيفير لي" أو "جيني" التي جاءت من لندن المرفّهة لتعمل قابلة في شرق لندن، حيث حي "بوبلر" الفقير جدًا. صُدمت "جيني" عند البداية من الفقر وسوء الأحوال، لكنها صممت على إكمال مسيرتها في العمل لتحسين الأوضاع الصحية للأمهات وأطفالهن. يمضي المسلسل بعد ذلك ليتجاوز مذكرات "جيني"، ويستكمل في الموسم الرابع حيوات أصدقائها وبقية الراهبات في دير "نوناتس هاوس" الذي يضمهن، والتابع للكنيسة لكن المستقلّ عنها ماديًا، ويحصل على تمويله من المحسنين وجزئيًا من الحكومة.
أشاهد المسلسل عندما أحتاج لجرعة من "التطييب" أو "الطبطبة"، للإحساس بأن ما زال هناك خير في هذه الدنيا حتى لو في مسلسل تلفزيوني تشاهده النساء و"تتشحتف" بالبكاء. بالمناسبة، عرفت أن الموسم الأول اجتذب حوالي 10 مليون مشاهد في بريطانيا وحدها، ليغلب بذلك مسلسل "داونتن آبي Downton Abbey" من إنتاج البي بي سي أيضًا، ويصبح أوسع المسلسلات مشاهدة في الوقت الحاضر. أذكر هذه المعلومة لأؤكد لنفسي أنه ليس دراما "للسيدات اللاتي لا يجدن ما يشغلهن" كما يوحي لي جانبي الموسوس من شخصيتي، وأذكّره بأن 10 ملايين رجل وامرأة أفرغوا ساعة من وقتهم كل أسبوع لمشاهدته، لأنهم يستمتعون حقًا به. به الكثير من الرقة والإنسانية ومراعاة الهشاشة العاطفية. أذكر أن في أحد حلقاته تعرّضت الممرضة جيني لهزة عاطفية قوية أتبعت موت حبيب كانت مرتبطة به، فأرسلوها لدار استشفاء ورعاية صحية لـ"كل الوقت الذي تحتاجه"، ولم يستعجلوها في الرجوع، ولم يخبروها بأن "الحياة تمضي والانغماس في العمل هو الوسيلة الأفضل لتخطّي مشاعر الفقدان"، كما نقول نحن. أخذوا مكانها في الورديات الليلية والنهارية، وطالبوا بالحصول على ممرضة/قابلة جديدة كي تساعدهم. لم يكلفهم الأمر شيئًا، فإظهار التعاطف الإنساني لا يُدفع مقابله المال.

في حلقة أخرى، وُلد طفل كان قد توفّى داخل بيته الدافئ، وشعرت به الأم لكن حدث ما جعلها مرتبكة بصدد الفِعل الواجب اتباعه. عندما وجدته القابلتان على هذه الحالة، لفّوه في فوطة دافئة وخرجت به إحداهن للأب، ووضعته جانبًا، واستغرقتا في البكاء للحظات. جاءت أحدث الممرضات انضمامًا لهنّ، والمُشاع عنها أنها بلا قلب، ولما رأت إحداهن هكذا لم تُهرع لرعاية الأم الوالدة، بل اهتمت بداية بالقابلة الحزينة، وبالأب منفطر القلب، بأن أعدّت لهم جميعًا أكوابًا ساخنة من الشاي، وسيلة البريطانيين في إظهار التعاطف والاهتمام، كما أشارت جوان رولينج من قبل**. لاحقًا في نفس الحلقة، عندما انتهت أذاعت البي بي سي – منتجة المسلسل – في تتر النهاية عن تزويد الأمهات بمعلومات حول الأجنّة المتوفين، وكيفية تجنب ذلك، وطرق مساعدة من مرّت منهن بهذه التجربة، وذلك في موقع البي بي سي نفسه، وعبر "رسالة مسجّلة" من رقم مجاني تتصل به من أي مكان في بريطانيا، ليخبرك عن المعلومات الواجب معرفتها. هنا، لم يظهر فقط اهتمام المسلسل "التخيّلي" بالأم وجنينها المتوفي، لأن هذا مجرد مسلسل ولا بد من "تحسين صورة بريطانيا بالخارج" أو "غرس الإمبريالية الثقافية في أذهان غير البريطانيين" أو "الترويج السياحي لإنجلترا باعتبارها تعامل مرضاها ومواطنيها جيدًا"، بل ظهر الاهتمام الحقيقي غير المصطنع بالمواطنين، عبر تجشيم أنفسهم العناء بالبحث وكتابة المعلومات على الموقع وفي الرسالة المسجّلة وإتاحتها للجمهور في وقت إذاعة تلك الحلقة تحديدًا.
بمناسبة الحديث عن "المعاملة الممتازة للمواطنين"، يظهر عبر المسلسل في مختلف حلقاته الاهتمام الجيّد بالسيدات والأطفال. فهناك مثلاً السيدة المتشردة التي كانت تطارد الأمهات حديثات الولادة لتحمل أبنائهن فقط، وكنّ يهربن منها وينهرنها، فزارتها الممرضة واكتشفت أنها تعيش في مرآب مليء بالقذارة، والسيّدة نفسها ليست آية في النظافة، فأدرجتها – بعد عناء معها – في نظام حكوميّ يرعى من بلا دخل، وأعطتها الحكومة غرفة نظيفة بحمام مشترك، وملابس نظيفة، وفراش خالٍ من القمل، ورعاية صحية مجانية، ودخل شهري يكفيها. في حلقة أخرى، تتجاهل أمٌ أطفالها وتتركهم جوعى باليوم واليومين كل مرة تخرج فيها لأنها "يجب أن تفعل ما يبقيها سعيدة" كما أخبرت أكبر أطفالها الذي عيّنته رجل المنزل، فتعرف الشرطة بذلك، وتأخذهم منها، وتحاكمها بتهمة التجاهل والإهمال، وترسلهم لعائلة بديلة في أستراليا، واعدةّ إياهم "بشمس مشرقة، وسماء بلا سُحب، وجوّ أدفأ"، وتلك الكلمات موحية جدًا، لو تذكرنا أنهم كانوا يعيشون في الظلام لقطع الكهرباء عنهم، وفي البرد لعدم وجود تدفئة في الغرفة التي كانوا يعيشون فيها جميعًا، والسماء المحجوبة بالضباب التي تميّز لندن.
اعتقد، وربما صدق حدسي، أنهم لم يذكروا تلك التفاصيل "مخصوص" كي يحسّنوا من صورة بريطانيا بالخارج. فالمسلسل مُنشأ أصلاً للجمهور البريطاني، ولم يتوقعوا نجاحه ولا تصديره خارجًا، بل لم يُنشئوا منه أكثر من الموسم الأول، في انتظار معرفة ردّ فعل الجمهور. لا أعرف الكثير عن بريطانيا، لكني لم أسمعها تُذكر بسوء كثيرًا، وليست مثل بلاد أصبحت أضحوكة العالم، وذِكرها في الأخبار دائمًا بالتنكيت والتبكيت. حتى في تلك البلاد، تعاني مسلسلاتها من سوء معاملة رهيب، خاصة للنساء والأطفال، ويذكر أصحاب الضمائر الصاحية حوادث رأوا فيها ضربًا أو صفعًا أو زعيق في وجه أطفال صغار، تحدث أمامهم.
شكرًا للبي بي سي على مسلسلاتها واهتمامها بالجمهور، وشكرًا لجنيفر وورث على تفكيرها في الكتابة، ولكل الممثلات الرائعات على تأدية أدوار تفوقن فيها جدًا، حتى أحببت المسلسل وأصبحت انتظره بشغف.
تحية من القلب J
______________________
* يقول لسان العرب:
والقابِلَةُ من النساء معروفةٌ. يقال: قَبِلَتِ القابلةُ المرأةَ تَقْبَلُها قِبالَةً، إذا قَبِلَتِ الوَلَدَ، أي تلقَّته عند الولادة.


** ذكرت جوان كي. رولينج في إحدى مقابلاتها أنها كانت تعمل في مؤسسة لرعاية الحالات الإنسانية، وأنها كانت تكتب شيئًا ما على الآلة الكاتبة حين سمعت صرخة قوية، ونادتها رئيستها في العمل، وأشارت لها آمرة أن تعدّ فنجاناً من الشاي على الفور. كان يجلس أمام الرئيسة رجل أفريقي هارب من الديكتاتورية في بلده، وقد سمع توًا خبر اعتقال السلطات لوالدته ثم قتلها لأنه يرفض تسليم نفسه. لاحقًا، في إحدى رواياتها من سلسلة "هاري بوتر"، يجلس الثلاثة: هاري وهيرمايني ورون، ويتحدث هاري عن شيء مؤلم جدًا، فيقترح رون أن يعدّ كوبًا من الشاي، قائلاً بعد نظرة لائمة من هيرمايني إنه "يساعد في الأزمات، كما تقول أمي دائمًا".

نُشر في نون:
http://nooun.net/article/1724/

التأمل: طريقة سهلة وسريعة لتقليل الإنهاك


يمكن للتأمل أن يزيل إنهاك اليوم وأن يُحضر معه السلام الداخلي. اقرأ المقالة لمعرفة كيف يمكنك أن تتعلم بسهولة ممارسة التأمل وقتما احتجته.
بقلم: طاقم العمل في مؤسسة مايو كلينك
ترجمة: رزان محمود
إذا جعلك الإنهاك قلقًا ومتوترًا ومهمومًا، فكّر في تجربة التأمل. يمكنك بقضاء عدة دقائق في التأمل أن تستعيد هدوءك وسلامك الداخلي.
يمكن لأي شخص ممارسته؛ فهو بسيط وغير مكلّف ماديًا، كما أنه لا يتطلب أي معدّات خاصة.
وتستطيع أيضًا ممارسة التأمل أينما أصبحت، سواءً أكنت تتمشى أو تركب الحافلة أو تنتظر في عيادة الطبيب أو حتى وسط اجتماع عمل صعب.
منافع التأمل
يعطيك التأمل إحساسًا بالهدوء والسلام والتوازن، الأمر الذي يرفع من العافية العاطفية ومن الصحة العامة.
كما أن هذه المنافع لا تنتهي بانتهائك من جلسة التأمل؛ بل إنه يساعد على تمضيتك بقية اليوم بهدوء، وبمقدوره تحسين بعض الحالات الطبية.
ولا يعتبر بديلاً عن العلاج الطبي المعروف، لكنه يمكن أن يشكّل إضافة ناجعة للعلاج الذي تتبعه.
أنواع التأمل
إن كلمة "التأمل" مصطلح شامل للعديد من أساليب الاسترخاء؛ فهناك الكثير من تلك الأساليب التي تحتوي على مكوّنات تأملية. وتشترك جميعها في نفس الهدف؛ أي الوصول لحالة من السلام الداخلي.
تشمل طرق التأمل التالي:
·        التخيّل الموّجه. في بعض الأحيان يُطلق عليه التخيّل أو التصوّر الموّجه. وفي هذه الحالة من التأمل تشكّل صورًا عقلية لأماكن أو مواقف تعتبرها باعثة على الاسترخاء.
تحاول في هذه الحالة تنشيط أكبر قدر ممكن من الحواس، مثل الروائح والمناظر والأصوات والملموسات. يمكن أن يوجّهك في هذه الحالة مرشد أو معلّم.
·         تأمل الرُقية. في هذا النوع تردد بلا صوت كلمة مهدئة أو فكرة أو عبارة، لمنع الأفكار المشوِّشة.
·         تأمل يقظة الذهن. يرتكز هذا النوع على أن تصبح منتبهًا للحظة الحالية، أو أن يزيد وعيك وتقبلّك للحياة في اللحظة الحالية.
في تأمل يقظة الذهن، تعمل على توسيع إدراكك الواعي. وفيه، تركّز على ما تشعر به أثناء التأمل، مثل تدفق تنفسّك. يمكنك ملاحظة أفكارك ومشاعرك، لكن عليك أن تدعها تمرّ دون إصدار الأحكام عليها.
·         تشي جونج. يمزج هذا الأسلوب عامةً بين التأمل والاسترخاء والحركات الجسدية وتمارين التنفس، لأجل استعادة التوازن والمحافظة عليه. ويعتبر جزءًا من الطب الصيني التقليدي.
·         تاي تشي. وهذا يعتبر شكلاً من الفنون العسكرية الصينية الخفيفة. وفيه، تمثّل سلسلة من الأوضاع أو الحركات بإيقاعك الخاص، في أسلوب بطيء ورؤوف، وذلك أثناء ممارسة التنفس العميق.
·         التأمل المتسامي. وهو تقنية بسيطة وطبيعية. وفيه تردد صمتًا رُقية مصممة لك شخصيًا، مثل كلمة أو صوت أو عبارة، وذلك بطريقة خاصة. يتيح هذا النوع من التأمل لجسدك أن يغرق في حالة من الراحة العميقة والاسترخاء، ويسمح لعقلك أن يصل لحالة من السلام الداخلي، دون الالتجاء للتركيز أو بذل مجهود.
·         اليوجا. وفيها تمارس سلسلة من تدريبات الأوضاع والتحكم في التنفس لتعزيز الحصول على جسد أكثر مرونة وعقل أهدأ. من المستحسن أن تقلل انتباهك على يومك المشحون بالمشاغل، وأن تركزّ أكثر على اللحظة الحالية، وذلك أثناء تنقلك خلال الأوضاع التي تتطلب توازنًا وتركيزًا.
عناصر التأمل
تشمل الأنواع المتعددة من التأمل مختلف الخصائص التي تساعدك على ممارسته. وهي تتنوع استنادًا إلى مَن تتبع إرشاداته أو مَن يدرّس المادة العلمية. تشمل بعض أكثر الأنواع انتشارًا خصائص مثل:
·        التركيز المكثف. يعتبر تركيز انتباهك عامة أحد أهمّ العناصر المؤسسة للتأمل.
إن تكثيف انتباهك هو ما يساعدك على تحرير عقلك من الكثير من المشتتات التي تسبب لك الإنهاك والهمّ. يمكنك أن تركّز انتباهك على أشياء مثل صورة معيّنة أو رُقية أو شيء محدد أو حتى على تنفسّك.
·         التنفس المسترخي. تشمل هذه التقنية التنفس العميق المتساوي في مُدده، مع توظيف عضلة الحجاب الحاجز لتوسيع رئتيك. ويهدف إلى إبطاء تنفسك والحصول على أكسجين أكثر، والتقليل من الاعتماد على الكتفين والرقبة وعضلات أعلى الصدر حين الشهيق والزفير، وبذلك تزيد من كفاءة تنفسّك.
·         الجلوس الهادئ. إذا كنت مبتدئًا في التأمل فإن ممارسته ستصبح أسهل إذا كنت في بقعة هادئة تقلّ فيها المشتتات، بما في ذلك منع التلفزيون والراديو والهاتف المحمول.
وكلما أصبحت أكثر كفاءة في التأمل، تستطيع ممارسته في أي مكان، خاصة في المواقف عالية الإنهاك حيث تزيد استفادتك منه، مثل أثناء الازدحام المروري أو اجتماع عمل مجهد أو وقوفك في طابور طويل للدفع في محل البقالة.
·         وضع مريح. يمكنك ممارسة التأمل سواءً كنت جالسًا أو مستلقيًا أو ماشيًا أو في أي أوضاع وأنشطة أخرى. فقط حاول أن تصبح مرتاحًا من أجل الاستفادة القصوى من تأملّك.
أساليب يومية لممارسة التأمل
لا تدع فكرة ممارسة التأمل ممارسة "صحيحة" تزيد من الضغط العصبي الواقع عليك. فإذا اخترت اتباع التأمل، يمكنك الذهاب لمراكز متخصصة في ممارسة التأمل أو مجموعات تعليمية يقدمها مرشدون مدرّبون. لكن هذا لا يمنع أنك تستطيع ممارسة التأمل بسهولة وحدك.
يمكنك أن تجعل التأمل مرتبطًا بنسق معين أو عشوائيًا؛ حسب رغبتك، لكن احرص على ملائمته لنمط حياتك والموقف الحالي. فبعض الناس يضعون التأمل داخل روتينهم اليومي؛ حيث، على سبيل المثال، يمكنهم بداية يومهم وإنهاءه بساعة من التأمل. لكن كل ما تحتاجه فعلاً بضع دقائق من الوقت المستغلّ جيدًا، في التأمل.
هاك بعض الأساليب التي يمكن ممارسة التأمل بها وحدك، أينما تختار لذلك:
·         التنفس العميق. هذه التقنية ملائمة للمبتدئين لأن التنفس وظيفة طبيعية.
كثّف كل انتباهك على التنفس. ركّز على شعورك أثناء الشهيق والزفير من منخريك وسماعك لهذه العملية. تنفسّ بعمق وبطء. وحينما يشرد انتباهك، أعد تركيزك بلطف لتنفسّك.
·         امسح جسدك. حين توظف هذه التقنية، كثّف انتباهك على الأجزاء المختلفة من جسدك. زِد من وعيك بالمشاعر المختلفة لجسمك، سواءً كانت تلك الأحاسيس ألمًا أو توترًا أو دفئًا أو استرخاءً.
اجمع بين تمرينات مسح الجسد والتنفس، وتخيّل استنشاق الحرارة أو الاسترخاء داخل الأجزاء المختلفة من جسدك، وخارجها.
·         كرِّر رُقية. يمكنك أن تخترع رُقياك الخاصة، سواءً كانت دينية أو دنيوية. تشمل أمثلة الرُقى الدينية الأدعية من القرآن في الإسلام وصلوات المسيح في المسيحية وتكرار الاسم المقدس للربّ في اليهودية أو رُقى "الأوم" في الهندوسية والبوذية والديانات الشرقية الأخرى.
·         تمشّى وتأمل. إن الجمع بين التمشية والتأمل وسيلة فعّالة وصحية للاسترخاء. يمكنك استخدام هذه التقنية في أي مكان تمشي فيه، مثل غابة هادئة أو أرصفة المدينة أو في المجمّع التجاري.
عند اتباعك لهذه الطريقة، ابطئ من سرعة مشيك لأجل التركيز على كل حركة من ساقيك أو قدميك. لا تضع تركيزك على وجهة محددة، بل ركّز على ساقيك وقدميك، مرددًا كلمات محفزة في ذهنك مثل الرفع والحركة والوضع، أثناء رفعك لكل قدم؛ حرّك ساقك للأمام ثم ضع قدمك على الأرض.
·         انخرط في الدعاء. يعتبر الدعاء أفضل طريقة معروفة وواسعة الانتشار لممارسة التأمل. يمكنك أن تجد أدعية مكتوبة ومنطوقة في معظم التقاليد الإيمانية.
يمكنك الدعاء باستخدام كلماتك الخاصة، أو بقراءة الأدعية التي كتبها الآخرون. ابحث في المكتبات القريبة منك عن أمثلة لكتب الدعاء، أو اسأل الشيخ أو القس أو مرشدك الروحاني عن المصادر الممكنة للحصول على الأدعية.
·         اقرأ وتمعّن. يقول الكثير من الناس إنهم استفادوا من قراءة الأشعار أو النصوص المقدسة، واستقطاع بضع لحظات للتفكير في معناها، بهدوء.
يمكنك أيضًا الاستماع للموسيقى الروحانية، أو للكلمات المنطوقة أو أي موسيقى تجدها باعثة على الاسترخاء أو الإلهام. قد تحتاج لكتابة أفكارك في مذكراتك أو لمناقشتها مع صديق أو مرشد روحاني.
·          كثّف من حبّك وامتنانك. في هذا النوع من التأمل، تركز انتباهك على شيء أو وجود مقدّس، غازلاً أحاسيس الحب والعطف والامتنان مع أفكارك. يمكنك أيضًا أن تغلق عينيك وتستعمل تخيّلك، أو أن تحدّق في ما يمثّل ذلك الشيء المقدّس.
بناء مهاراتك التأملية
 لا تحكم على مهاراتك التأملية لأن هذا لن يفيد سوى بزيادة الضغط العصبي الواقع عليك. تذكّر: التأمل يحتاج للمارسة.
ضع نصب عينيك أنه، على سبيل المثال، من الشائع أن يشرد ذهنك أثناء التأمل، مهما كان طول المدة التي مارست فيها التأمل من قبل. إذا كنت تهدف بهذه الممارسة تهدئة عقلك وشرد انتباهك، أعده ببطء للشيء أو الإحساس أو الحركة التي تركّز عليها.
جرّب أنواعًا كثيرة، ومن المحتمل أن تجد أنواعًا من التأمل تناسبك أفضل، وتلائم ما تستمتع بفِعله. أقلِم التأمل مع احتياجاتك في اللحظة الحالية. تذكّر: لا يوجد طريقة صواب أو خطأ للتأمل. ما يهمّك أكثر أن يساعدك التأمل على التقليل من إنهاكك وأن تشعر بأنك أفضل، شعورًا عامًا.

______
المصدر:
http://www.mayoclinic.org/tests-procedures/meditation/in-depth/meditation/art-20045858/?utm_source=newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=managing-depression&pg=1

نُشر في نون:
http://nooun.net/article/1670/