Sunday, September 27, 2015

لي لي ذات اليد المحنّاة






دي إيد الجميلة لي لي، واسمها اختصار لـ”لمياء”. لي لي بنت جميلة أصولها أفريقية. لسبب ما اضطرت تهرب من بلدها بجوزها عشان الاضطرابات اللي حصلت هناك، وعشان هي خايفة أوي على حياتها وجوزها. أصلاً جوزها ده حكاية لوحده، وإزاي اتعرفت بيه برضه حكاية.
كانوا يا ستّي في العيد في الشارع. هي كانت صغيرة وبتطلع بالزي التقليدي في المدقات الترابية لقريتهم، وحاطة حنة - استبدلت بيها في الصورة المونيكير، بس لونه يشبه للحنة - وعمالة تضحك وتستنى “العيد” لما يطلع عليهم، في الصبح بدري. كانوا يمسّكوا الأطفال أعلام من ورق ملّون رخيص وعشان كده شفاف جدًا وسهل القطع، بس كانت “الأمارة” بينهم للي يحتفظ بعلمه بدون ما يتقطع وفي نفس الوقت يلعب بيه بينهم. هي ما فازتش في الأمارة غير مرة واحدة لما مثّلت إنها بتلعب بجد بينما هي حريصة عليه. بعد كده بقا يتقطع ولا يهمها، وما همهاش أكتر لما مامتها قالت لها “خلاص إنتي كبرتي وميصحش تلعبي مع العيال الصغيرين، قومي ساعدي في في السجادة على النول ولا امسكي شغل تطريز واشغلي بيه وقتك.
لي لي زعلت جدًا خصوصًا إن عينين شدّوها من وسط التراب والعفار اللي مالي كل العيال. واحد حليوة معندوش دقن ولا شنب، طويل جدًا ونفس لونها - لأن اختلاف الألوان بيقول إن فيه اختلاف في الأعراق وبالتالي ناس أحسن من ناس - ولابس جلابية صفرا مقلمة في بني، بس صفارها مش فاقع، لأ جميل كده. كان واقف جنبهم لدرجة إنها استغربت ليه ما شافتوش قبل اليوم الأخير ليها في اللعب؟
اتحايلت على مامتها كتير كتير إنها تطلع تلعب تاني، بس اللي هدّاها وسكّتها إن نفس الولد ده، واسمه أحمد، جالهم البيت شايل نسجية من صنع مامته وإخواته، كدليل محبة يعني. جه وقعد واتكلم وهي مطلعتش طبعًا، وإن كانت شافته من بلكونة الدور التاني للبيت، البلكونة دي اللي مفتوحة على جوّا البيت وبالتالي شايفة قعدة الرجالة كلها، وهي ما تبانش لو صادفها الحظ واستخبت كلها تحت السور وراسها بس اللي طالعة برّاه عشان تشوف. هو حسّ بيها وهي فوق كده، بس الذوق والأدب يقولوا إنه مينفعش يرفع وشه فوق ويشوفها، لأنه ممكن يكشف أي من “حريمات” البيت وهي مش متغطية. كل دي قواعد وتعقيدات!!!
عرفت بعد ما مشيت إنها بقيت “مخطوبة” ليه. مسألتش طبعًا أسئلتنا الفزلوكة من نوعية “طب ما اخدتوش رأيي ليه أنا الأول؟” لأنها ما همّهاش، همها كله إنها ح تشوفه تاني.
فضلت مخطوبة له، والصغير بيكبر، واللي كان لسه الشنب بيفكر يطلع له طلع له، والبنت اللي بتجري في اللبس الملون العادي، بقا برضه لبسها ملوّن، بس مغطي كل جسمها، يمكن حتى وشها كمان.
لي لي اتجوزت أحمد في فترة من الهدنة والسلام النسبي في حرب أهلية كانت ح تموّت الناس كلها. سمعوا هما الاتنين عن اللي بيحصل برة القرية، على طريق جلب المية بالذات، قرروا يسافروا. أحمد من عيلة غنية، ويمكن ده اللي سارع بالخطوبة والموافقة عليه ثم الجواز منه. أحمد جاب لهم هما الاتنين تذاكر السفر والفيزا. ح يقعدوا فين؟ في مدينة على الساحل الغربي للولايات المتحدة. اشمعنا الولايات؟ عشان سمعوا عن برامج حماية اللاجئين والمهرّبين، وقال أنا مهربتش أنا جاي بإرادتي، في نوبة عنطزة فارغة، بس هو كان مشهور بالقنعرة دي، مش جديدة عليه، ولي لي كانت بتحبها فيه أوي لأنه بيعيشها في حلم كبير لمدة ثواني وبعد كده يرجع لعقله ويضحك على نفسه وعليها ويقرر إنه يتكلم جدّ.
لي لي مقدرتش تاخد مامتها وباباها، وهي دلوأتي قاعدة تشرب الشاي في هدوء كافحت كتير أوي عشان تحصل عليه وتستمتع بيه لنفسها، بينما جوّاها برميل بيغلي من خوفها على عيلتها. أحمد برة بيحاول يطلع لهم الفيزا بس الأمور مش سالكة أوي ميعرفش ليه، بس أديه بيحاول.
لي لي بتحب تزوّق نفسها لأن ده بيفكرها بليلة الفرح، لما زينوها كلها وعملوا لها هيصة، وهي نفسها في الناس دي كلهم يكونوا موجودين، ويعملوا هيصة تروّق الدماغ وتشنّف الأسماع من كل اللغات الغريبة دي، واللي محاوطة لي لي وأحمد.

Tuesday, September 8, 2015

لماذا يحتاج المراهقون لوقت قيّم مع والديهم، أكثر من حاجة الأطفال لهما؟



لماذا يحتاج المراهقون لوقت قيّم مع والديهم، أكثر من حاجة الأطفال لهما؟

 

بقلم: آنا تيزاك

ترجمة: رزان محمود

تحقق آنا تيزاك في مزايا وعيوب الأجازة المراد فرضها "أجازة رعاية المراهقين"، بالاستعانة بدراسة تفيد بأن المرحلة الوحيدة التي يعتبر فيها الوقت القيّم الذي يقضيه الوالدان مع أولادهما ذا أهمية قصوى، هو أثناء المراهقة.
بعد خمسة أسابيع من ولادة أمي بي، عادت لعملها في المكتب. حدث نفس الأمر عندما وُلد أخي "ويل". لكن بعد مرور عدة سنوات، لم تكتف فقط بتعويضنا عن الوقت الذي فقدته معنا عندما كنا أطفالاً؛ فعندما وصلت لمراحل المراهقة الأولى، تخلّت عن العمل لمدة ثماني سنوات، من أجل تركيز جهدها معنا. ياله من أمر ملائم! هكذا تمازحنا، لأننا كنا غادرنا الرضاع وفي المدرسة بنظام الدوام الكامل.


ومع ذلك فقد اتضح الأمر أن والدتنا كانت رائدة، حيث وجدت دراسة منشورة حديثًا في مجلة الزواج والأسرة "Journal of Marriage and Family" أن المرحلة الوحيدة التي يهم فيها قيمة الوقت الذي ينفقه الوالدان مع أولادهما، هو أثناء فترة المراهقة.
صورة جو ويلتشير مع ابنتها إيفي

يعتبر تواجد الوالدين جسديًا وعاطفيًا مع أبنائهم المراهقين عاملاً مرتبطًا بتحسن مستوى السلوك أثناء تلك السنوات المضطرمة بالهرمونات، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها جامعة تورنتو على 1,600 صبي وصبية. وكلما زاد الوقت الذي يقضيه المراهقون مع والديهما في أوقات تناول الوجبات والمناسبات العائلية، كلما قلّت احتمالات أن يتعاطوا المخدرات أو يتجهوا لشرب الكحول أو ينخرطوا في الأنشطة غير القانونية.
هناك دراسة أخرى نشرتها في الشهر الماضي جمعية الأطفال في بريطانيا " Children’s Society" أجرتها على 53,000 طفل في 15 دولة، أشارت لتلك الحقيقة المفزعة: أن الصبية البريطانيين يعتبروا من الأكثر تعاسة حول العالم. وذلك، لأنهم يشعرون بالسوء حيال الذهاب للمدرسة كل يوم، الشعور الذي يعتبر أسوأ من أقرانهم في إثيوبيا ورومانيا، حيث يعتبر التنمرّ والقلق حيال صورة أجسادهم من أكثر الأشياء إثارة للقلق في صبية بريطانيا.

تقول "جو ويلتشير"، الخبيرة في المسائل المتعلقة بالأبوة، إن هناك عدد متزايد من الأمهات ترى "إجازة رعاية المراهقين" بوصفها السبيل الأوحد لتزويد المراهقين بالدعم الذي يحتاجونه. وقد فعلت هذا الأمر بنفسها، حيث تبدأ ابنتها إيفي ذات الأحد عشر ربيعا الدراسة الثانوية في سبتمبر المقبل، وتريد "جو" أن تكون حاضرة لتشهد تلك النقلة وتدعم ابنتها.
تقول: "إن الفترة بين أعوام الخامسة والعاشرة هادئة نوعًا فيما يختص بمسائل الأبوة، لكن عندما تهلّ سنوات المراهقة، يحدث أن يشعر المراهقون باحتياجات تشبه احتياجات الطفل حديث المشي. أشعر أن عليّ دعمها أكثر."

تعتبر الفترة بين 13-14 سنة الأكثر احتياجًا بالنسبة للمراهقات، بينما تزيد جرعة عدم الأمان بين المراهقين الأولاد في العامين 16-17. وتعتبر التغيرات العظيمة في البيئة عاملاً يزيد من العبء. فقد ترك المراهقون البيئة المألوفة والمطمئنة لمدرستهم الأولى، منتقلين إلى منشأة أضخم، حيث يتعرضون لتأثيرات قد تكون سلبية ومحطِمة. أضف إلى ذلك أنواع الضغط الأخرى مثل التحصيل الأكاديمي، والهوس بالمظهر، الأمر الشائع في مرحلة عمرية تكافح لكي تصبح في الصورة المضبوطة. لذلك فهم يعانون مع أنفسهم، ولا عجب في ذلك.

منذ بداية الفصل الدراسي في الشهر المقبل، ستصطحب السيدة ويلتشير ابنتها إيفي للمدرسة، ذهابًا وعودة كل يوم، الأمر الذي تأمل أنه سيقدم ركيزة إيجابية في عالم إيفي المتغيّر. وتقول: "اتطلع بشوق للساعات التالية للدوام المدرسي، والتي سنحظى بها معًا." وتضيف: "عندما تعمل، تصبح الحياة في المنزل تدريبًا في الاختصار، لكني الآن سيتوفر لدي الوقت للحديث معها كما ينبغي."

تعترف أمي أنها وجدت الوقت المرتبط بالفصل الدراسي مملاً بعد التحفيز الذي اعتادته في المكتب، لكن العطلات قدمت لها أكثر مما طلبته. وبعدما قضت سنوات تدفع لنا من أجل ممارسة بعض الأنشطة مع المربية، تستطيع الآن أن تكون جزءًا من أفعال اللعب. وتقول: "من الرائع الاستمتاع مع أطفالي بينما اتمتع بصحتي وطاقتي."


لكن ماذا يحدث عندما لا يعود أطفالك بحاجة إليك، وقد حان الوقت للعودة لمكتب العمل؟
تعتبر الإجازات من العمل في تلك المرحلة أطول بكل تأكيد من أجازة رعاية الأمومة التقليدية، وكما اكتشفت أمي، من المستحيل تقريبًا أن تعود ببساطة لوظيفتك السابقة. أعطوا أمي في البداية وظيفة أقل من وظيفتها السابقة، لكن أمي لم ترد أن تجلس لا تفعل شيئًا، على الرغم من أن الدخل لم يكن المحرك الرئيسي للقبول بعد الوقت الذي قضته في المنزل.
وفي النهاية، فقد استغلت مهاراتها لإدارة نُزل صغير يشمل قضاء الليلة والإفطار. ومع ذلك، تقول الآن إنها كانت ترغب في "الاحتفاظ بمجدافها" في مكتبها.
تعترف ويلتشير أن هذا عائق أمام العديد من النساء، وتقول إن المرونة مطلوبة بشدة في بيئات العمل، "كي يستطيع الأهل القيام بمهامهم في الأماكن التي تحتاجهم أكثر".
بالنسبة للنساء اللاتي يتوقعن أن قضاء وقت أكثر مع أولادهم المراهقين سيؤدي للمزيد من الضغط على أعصاب الجميع، يوصي الباحثون الكنديون بالبقاء في وظيفاتهن؛ حيث يؤدي مكوث الأمهات القلقات أو التعيسات في البيت على مدار الساعة إلى أن تسوء الأمور أكثر.
أعتقد أن أمي حسبت المسائل حسابًا صحيحًا. لا اتذكر شيئًا عن المربية التي اعتادت البقاء معي أثناء سنوات عمري الأولى، لكني امتلك ذكريات كثيرة سعيدة لعطلات الصيف المدرسية، والتي قضيتها مع أمي.
_________
المصدر: هنا

Monday, September 7, 2015

تلك العادة البسيطة في الكتابة غيَّرت حياتي


بقلم: جو بانتنج
ترجمة: رزان محمود
كثيرًا ما يواجهني الناس بهذه الأسئلة: "كيف أصبحت كاتبًا؟ هل حلمت دومًا أثناء طفولتك بأن تصبح كاتبًا؟ كيف جعلت هذا الأمر واقعيًا، حقيقة؟"
إذا أردت أن تصبح كاتبًا، سأشاركك اليوم تجربتي الشخصية التي تحكي كيف صرتُ كذلك. أريد على وجه الخصوص أن استكشف عادات الكتابة التي اضطررت لاتباعها كي أصير كاتبًا محترفًا. وقد يفاجئك العادة الأكثر أهمية المطلوب من الكتّاب اكتسابها.
حدث أول قرار اتخذته بأن أصير كاتبًا في فترة الثانوية. كنت أقرأ رواية قصة مدينتين، وفكّرت: "ألن يكون من الرائع أن أفعل هذا طوال الوقت؟ أن أقضي الوقت مع أصدقائي الخياليين وأزور أماكن غرائبية في رأسي، طول الوقت؟ سيبدو الأمر بأن أحظى بمهنة تستلزم قراءة الكتب... ما عدا أني أنا من سيصنعهم!"
لو فقط كان الأمر بهذه السهولة.
كيف تصبح بالفعل كاتبًا
أردت أن أصير كاتبًا. بل إني حتى درست الكتابة في الجامعة، لكني لم أفعل أي شيء يجعلني أصبح واحدًا. كنت اتعلم عن الكتابة، وأقرأ عن الكُتّاب، لكني لم أكتب.
بعد التفاعل مع الآلاف من الكتّاب الواعدين خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، أقدّم لك ما تعلمته:
كونك تريد أن تصبح كاتبًا ليس كافيًا. يجب أن تتبنى عادات الكاتب لكي تجعلها مهنتك.
عادات الكُتّاب الناجحين
بقدر ما كانت الكتابة مهمة، فإن عادة النشر هي ما غيرت حياتي. وكما ذكرت من قبل، أردت أن أصبح كاتبًا لكني لم أكتب. ما غيّر الأمر أني بدأت في نشر مقالة واحدة على مدونتي كل يوم.

أصبح النشر محّركي للكتابة. وجدت أنني أحببت الأمر: أحببت مشاركة أعمالي مع العالم، والاندفاع لكي أصبح مشهورًا

ومن أجل الحفاظ على جدولي للنشر، اضطررت طبعًا للكتابة أكثر. وبعد قليل، اتخذت خطوات نحو الكتابة بحرفية أكبر.
بدأت في الكتابة الحرة مع مجلة محلية، حيث كنت اكتب مراجعات للحفلات الموسيقية والأخبار الخفيفة. بدأ أصدقائي وعائلتي يعرّفونني بـ"الكاتب". وبعد ذلك بوقت ليس طويلاً حصلت على أول وظيفة بدوام كامل لي، حيث عملت في الكتابة الاحترافية.
لم يتحقق لي النجاح حتى ألزمت نفسي بعادة النشر، وحينها بدأت في اتخاذ الكتابة بجدية واتبعت خطوات فعالة نحو أن أصبح كاتبًا.
ما الذي يمكنك نشره؟
يكتب الكُتّاب من أجل الآخرين. فإذا أردت أن تصبح كاتبًا، عليك بالالتزام بعادة نشر ما تكتبه. عندما تأخذ شهيقًا يجب عليك اتباعه بالزفير. إذا كتبت يجب أن تنشر. هذان الفعلان متوائمان.
إذا لم تكتب ستختنق. إذا لم تنشر ما كتبت، ستفقد دافعك.
ما الذي يمكن نشره اليوم؟
لا يجب للنشر أن يبدو وكأنك تكتب تقديمًا لكتاب، ثم تبحث عن مدير للنشر وأن توقع عقدًا مع إحدى الدور، كي تبيع أخيرًا كتابك في المكتبات.
يمكن للنشر أن يكون على الهيئة التالية:
·         قراءة قصتك على الأصدقاء أو أعضاء عائلتك
·         ترسل قصيدة بالبريد الإلكتروني لحبيب/ـة
·         وضع مقال على مدونتك
·         نشر قصتك في شكل مذكّرة على الفيس بوك
لا يجب أن يكون الأمر "رسميًا" أو رائدًا. لا تحتاج لإذن من ناشر أو من مجلة أدبية، فيمكن للنشر أن يكون ببساطة مشاركة ما تكتب مع الآخرين.

هل لديك شخص يمكنك مشاركة كتاباتك معه، اليوم؟
تمرّن
انشر اليوم قطعة كتبتها وتراها مهمة بالنسبة لك. قد تختار أن تضعها على مدونتك أو مشاركتها مع صديق أو حتى طباعتها وقراءتها على مسامع شخص تهتم لأمره. ومن المفيد أن تكتب شيئًا ما كبداية، ومع ذلك، لا تدع هذا اليوم يمر دون نشر شيء تراه مهمًا.
ولا تنس أن تمرح!
______________________
المصدر: هنا