Tuesday, January 12, 2016

8 خطوات للتعافي من المرض النفسي

بقلم: د. ماري هارتويل ووكر 
ترجمة: رزان محمود 

يجب أن تصبح صديقك المخلص.

1- "كن واقعيًا": إذا لم ترضَ بأي شيء أقل من "الشفاء" من المرض النفسي المزمن، فإنك بذلك تحضّر نفسك للإحباط، إن الصديق الجيد قد يحاول مساعدتك لتقبل وجهة نظر واقعية لما تعنيه كلمة "التعافي". 
قد يذكّرك أن الأمراض الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو التهاب المفاصل أو السكّري لا يمكن الشفاء منها تمامًا، لكن يمكن للناس أن يعيشوا بسعادة وتزيد إنتاجيتهم بمجرد وضع أعراض مرضهم تحت السيطرة. 

وبشكل مشابه، فحتى الأمراض النفسية الخطيرة مثل فصام الشخصية يمكن أن تكون جزءًا من نسيج الحياة اليومية للفرد دون أن تسحقه تحت وطأتها، فكما لا يوجد حاليًا "شفاء" من ارتفاع ضغط الدم، فلا يوجد "شفاء" للذُهان، لكن الاستمرار في العلاج وأن تعيش حياة صحية يمكن أن يدفع بكلا المرضين إلى خلفية الحياة اليومية.

2- "تناول دوائك": في ميعاده وبالجرعة المناسبة، إن الصديق الحقيقي لن يدعك تقنع نفسك أنه من الملائم أن تتوقف فجأة عن تناول الدواء لمجرد أنك تشعر بالتحسن.
قد تشعر بالتحسن لأنك تأخذ الدواء؛ وسيذكرك صديقك أن تخبر الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض جانبية، أو إذا فاتتك جرعة، أو إذا كنت تشك في فعالية الدواء نفسه. 

لن يستطيع طبيبك المساعدة إلا إذا اتبعت التعليمات وأعطيته المعلومات الصحيحة عن النتائج، تتطلب أغلب الأدوية الإيقاف التدريجي لو أردت أن تتوقف بأمان عن تعاطيها، لذا استشر طبيبك لو أردت إيقافها.

3- "زُر طبيبًا نفسيًا": لن يوافق الصديق المخلص على فكرة أن تكون الأقراص وحدها ما سيجعل الألم يختفي؛ حيث وجدت بعض الدراسات أن الجمع بين تناول الأدوية وبين العلاج بالكلام "العلاج النفسي" هو أكثر الطرق فعالية لكي تصبح أفضل، ولتستمر في الشعور بذلك.

يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك على تعلم بعض مهارات التأقلم الجديدة، وأن تمارسها، ويمكن للجلسات أن تُخصص لمساعدتك على التعرف على المسائل والناس والأماكن التي تمثل صعوبة لديك في مواجهتها، وذلك لكي تتمكن من تطوير تقنيات واستراتيجيات للتعامل معها.
وربما أكثرها أهمية، إن طبيبك يمكنه تشجيع ودعم الجهود التي يمارسها صديقك الداخلي، وذلك إلى أن تقيم نظام دعم طبيعي لكي يحل محل ذلك الصديق.

4- "احصل على قدر كافٍ من النوم": سيتصل بك صديقك الحقيقي في الساعة 9:00 ليلا، وبهذا يمكنك أن تكون في الفِراش على الساعة 10:00 أو 11:00، وبغض النظر عن مدى المرح الذي تحظيان به معًا، فإن صديقك سيتفهّم حاجتك إلى 6 أو 8 ساعات من النوم كحد أدنى، كل ليلة.

سيعرف أن الأجساد بحاجة للراحة كي تُشفى، إذا كان لديك مشاكل في الدخول إلى النوم أو أن تظل نائمًا، سيذكّرك أن تتأكد من أنك تنفذ كل الأساسيات التي تحتاجها، لكي تتوقف عن ممارسة أنشطتك اليومية وتدخل في النوم.   
سيخبرك أن تطفئ كل شيء يعمل على تحفيزك قبل ساعة على الأقل من ميعاد النوم، سيطفئ الإنترنت ويخبرك أن تفعل المثل. سيذكرك أن تطفئ التلفزيون وألا تجيب على هاتفك أو تتصل بأي شخص إلا إذا كانت هناك ضرورة طارئة. 

وإذا احتجت إلى تقنيات واضحة أكثر، سيخبرك أن تأخذ حمامًا دافئًا بملء البانيو، إذا كان ذلك من مهدئات أعصابك، وأن ترتدي منامتك وتتوجه للفراش مباشرة؛ أو أن تشغّل بعض الموسيقى الخفيفة وتخفت الإضاءة. ستحتاج لإقامة روتين ينبّه نظامك الجسدي أن "اليوم انتهى، سنذهب للنوم الآن".

5- "عامل جسدك جيدًا": لا تصبح الجوائز كذلك إلا إذا كانت نادرة، بالمثل، لن يحضر لك الصديق المخلص قطعة من الشوكولاتة إلا إذا كانت المناسبة خاصة جدًا، وبكميات صغيرة لا تتجاوزها، وبدلاً عن ذلك، سيصرّ على أن تعوّد نفسك على عادة تناول ثلاث وجبات صحية في اليوم، زائد وجبتين إلى ثلاث من الوجبات الخفيفة الصحية. 

يحتاج جسدك للوقود كي يتعافى، والتدريبات الرياضية؟ نعم بالطبع. سيخبرك صديقك أن تتحرك. يمكنكما التمشية معًا أو الذهاب لصالة الألعاب الرياضية لما لا يقل عن 30 دقيقة في اليوم، وذلك سيجعلك تشعر بالروعة. سيشجعك على التقليل من الكافيين والكحوليات والسكريات والنيكوتين، وأن تبتعد عن الأدوية غير القانونية "المخدرات". 

إن جسدك وعقلك لديهما ما يكفيهما، وذلك بدون المعاناة ضد تأثير المحفزات والأمور الكئيبة التي يمكنك السيطرة عليها، سيصرّ صديقك، بلطف لكن بثبات، أن تلك هي عادات المعيشة الصحية. لكي تكون صحتك جيدة، يجب عليك أن تتصرف اتباعا لتلك الطريق، خاصة عندما لا تشعر أنك تريد ذلك. يجب ألا يكون القيام بالأساسيات خيارًا، كل يوم. 

6- "تعلّم تقنيات الاسترخاء": من مهام الصديق الجيد أن يسحبك إلى ورشة لتعلّم التأمل أو اليوجا أو التأمل الواعي، وقد ينخرط من أجلك في الصلاة والدعاء لك بالصحة والعثور على الإرشاد، سيعرف صديقك أن عندما تجد عقلك يدور في دوائر، فإنك بحاجة لطريقة طبيعية وفعّالة للتهدئة من سرعتك.

7- "اصنع صداقات جديدة، أو على الأقل معارف": عندما يكون الناس منعزلين، فإنهم بذلك يواجهون وقتًا أصعب بكثير للتعامل مع مرضهم، سيشجعك صديقك أن تنضم لكنيسة أو نادٍ أو مجموعة دعم، أي نشاط يتقابل فيه الناس أسبوعيًا وبذلك يكون لديك اتصال دوريّ مع أشخاص يشاركون بعضهم جزءًا من اهتماماتهم أو أوجه قلقهم. ستحتاج إلى أكثر من صديق واحد، حتى لو كان هذا الصديق أحسن الناس الذين يمكنك تخيّلهم. أنت بحاجة لمجموعة من الناس ممن يراعون بعضهم البعض.

8- "أخبرني عنه": إن الصديق الداعم سيريد أن يعرف ما يمكن أن يصبح عليه الحال لو بدأت في فقدان السيطرة، عادة ما يحدث الأمر بالتدريج البطئ، ومن الصعوبة التعرف على أن المرض بدأ في السيطرة حتى يصبح الأمر خطيرًا بالفعل، ذكّر صديقك الداخلي أنكما تعرفان معًا الإشارات الدالة على الخطر، اتفقا على أنك بمجرد أن تشعر بعدم الراحة، ستتصل بمعالجك النفسي، حتى لو شعرت أن الأمر ليس بتلك الخطورة. 
_________________________________

نُشر في نون، هنا

إيزابيل آيندي: قصص عن النجاح والألم

السيدة الجميلة إيزابيل آيندي. في عمر الأربعين، كان زواجها ينهار، والأولاد في طريقهم للجامعة وسيتركون المنزل، وهي تعيش في فينزويلا، في المنفى بعيدًا عن تشيلي الوطن الأم. عندما كتبت "بيت الأرواح" وضعت فيه كل شيء؛ ماضيها كله والسيدة العظيمة جدتها والبيت الذي جاءت منه، كما حكت عن وطنها. كان تحفر لنفسها مكانًا ووطنًا جديدًا، وتعرّف بوطنها القديم، كي لا تُنسى. أرادت ألا يذوّبها النسيان في شاي الوقت والأحداث العظيمة التي تدور حولها والتي شكّلت ماضيها وحاضرها.
بعدما كتبت باولا، وهي سيرة ذاتية كتبتها لابنتها التي كانت في غيبوبة. وبعدما ماتت الابنة، ذهب عقل إيزابيل فيما يعرف باسم "قفلة الكاتب"، أي لم تستطع كتابة شيء بعدها. في يوم ما كانت في المقهى وعرجت عليها الكاتبة الجميلة "آن لاموت"، سألتها عن أحوالها فأخبرتها إيزابيل بالأمر. قالت آن "لا يوجد ما يُدعى بقفلة الكاتب، فقط ما هنالك أن مخزونك فارغ. املأيه." وهكذا ذهبت إيزابيل للهند في محاولة لملئه. قالت لنفسها في البداية إنها لن تتحمل الفقر والعوز، لكنها أكدّت أن ما عادت به من الهند كان "الجمال".
في يوم ما وهي هناك، كان الجو حارًا وسخنت منهم السيارة، فاضطر السائق لإيقافها على جانب الطريق. لم يكن بالطريق شيء إلا شجرة عملاقة، لا قرية أو مبانٍ. فقط عدة نساء وأطفال يجلسون في الظل. اتجهت صديقة إيزابيل نحوهم، لم تكن هناك لغة مشتركة، لكنهن بدأن في تلمس شعرها الذي صبغته بالأرجواني. لمسن أساور الزينة التي ارتدتها – وقد انضمت إليها إيزابيل، فأعطيتاهن إياها. تأهبتا للرحيل فلحقت بهن إحدى السيدات، محاولة أن تعطي إيزابيل لفة من القماش الملون. رفضت إيزابيل في البداية لكن المرأة أصرّت، وعندما أخدتها إيزابيل أخيرًا، وفتحتها، وجدت فيها مولودًا. كان حديث الولادة جدًا لدرجة إن حبله السري كان مربوطًا ومعلقًا بالانتظار. فزعت وحاولت إرجاعه للمرأة، لكن الأم رفضت.
جاء السائق مسرعًا وخطف الطفل من إيزابيل وأعطاه للمرأة عنوة ثم جذب السيدتين وأركبهما في السيارة وانطلق. بعد برهة أفاقت إيزابيل مما حدث، وسألت السائق: "لماذا أعطتني المرأة الرضيع؟" ردّ السائق بلا اكتراث: "إنها مولودة أنثى. من يريد بنتًا على أي حال؟"
تقول إيزابيل: "أعطتني هذه المقولة صدمة أفاقتني من أنانيتي. كنت مغرقة في الحزن والاهتمام بشأني الخاص، بينما العالم من حولي غارق في العوز والمعاناة. هنا قررت توظيف المال الذي حصلت عليه من ترويج رواية "باولا". كنت حافظت عليه في صندوق خاص به وحده، لا ألمسه، وأقول سأفعل به شيئًا لأتذكرها به. وها قد حانت لحظته. أنشأت مؤسسة "إيزابيل آيندي" التي تساعد الفتيات والسيدات في تحسين حياتهن. مضى على هذا الأمر الآن 16 أو 17 سنة، وما زالت صورة تلك الرضيعة تطاردني، ولم أنفكّ أفكر فيما كان بمقدوري تقديمه لها. كان من الممكن تبنيها، مثلاً، وأن أعطيها حياة جديدة خاصة بها."
من المؤلم جدًا، مؤلم لحدّ الفزع، ما وصفته إيزابيل آيندي عن الانقلاب العسكري في تشيلي. كان الرئيس سلفادور آيندي ابن عم والدها، قد تناول الغداء معهم قبل ثمانية أيام من الانقلاب، وقال بلمحة عابرة: لن أترك الرئاسة إلا عند انتهاء المدة، أو ليحملوني خارجًا وقدماي تسبقاني. كان اشتراكيًا، محبًا لوطنه، أجرى عددًا من التأميمات ووزع الأراضي على المزارعين، ووفر اللبن الصناعي لملايين الرُضع المصابين بالجفاف. لم يعجب الحال الولايات المتحدة الأمريكية وقرر الرئيس نيكسون فرض الأوضاع الاقتصادية الصعبة على تشيلي، بفرض أنها ما دامت "اشتراكية" فهي منضمة فعليًا للمعسكر السوفييتي الشيوعي. في ذلك الوقت، كانت ثقافة "إما أو" سائدة، كما هي اليوم في بلدنا.
حصل الانقلاب، واستمرت إيزابيل في تشيلي لأنها ظنت كالملايين غيرها أنه سينتهي سريعًا. لكنها لم تستطع مواصلة العيش في بلاد يتحدثون فيها عن الاختفاءات والتعذيب والقتل على الإفطار، فرحلت إلى فينزويلا. إن ما حدث في تشيلي يستحق حقًا الدراسة، كي لا يكرر التاريخ نفسه لكن مع شخوص مختلفين. يجب أن نكون أكثر حيطة ونباهة، حتى لا تنسحق منا إنسانيتنا.
تحكي إيزابيل أنها تحمل ابنتها في قلبها، بعد أن ماتت من البروفيريا وتأخر في التشخيص وغيبوبة طالت عامًا، جاء الثامن من يناير ميعاد كتابتها السنوي لتسألها والدتها "ماذا ستكتبين؟" فردّت إيزابيل أنها لن تكتب شيئًا، قالت أمها "يجب أن تكتبي وإلا ستموتين". هكذا أخذتها من يدها لمكتبها، أجلستها عليه وقالت إنها ستعود لاحقًا. بعد ثمان ساعات عادت لتجدها قد أفرغت كل دموعها وشرعت في كتابة رواية، تبدأ هكذا: "اسمعي يا باولا، سأكتب لكِ ما حدث كي لا يفوتك شيء عندما تستيقظين."
تحكي إيزابيل أيضًا عن أول رواية لها، بيت الأرواح، التي كتبتها في صورة خطاب طويل لجدها الذي كان، في الثامن من يناير 1980، على حافة الموت. وجدت نفسها تكتب كل شيء، كل ما حدث لها في طفولتها وشبابها، كل ماضيها وحاضرها. أصبحت بعد ذلك تبدأ كل مشروعاتها في الثامن من يناير، نوعًا من التبرّك بالميعاد، لكن الأهم، نوعًا من الالتزام السنوي. تقول: "استيقظ مبكرة جدًا، فأنزّه الكلاب وآخذ قهوتي وأذهب لمكتبي – تسميه بيتي الصغير أو لا كاسيتا – وأجلس إلى جهاز الكمبيوتر، لا أعرف عمّا أكتب فالشخوص يأتونني وحدهم، ولا أعرف ما الذي تدور حوله الرواية، فهي تحكي نفسها. تتلبسني الشخوص والحكايات فأبدأ بالحكي. لا أفعل شيئًا سوى أن أكون "موجودة في المكتب، وكل شيء يأخذ في الحدوث."
في روايتها، مذكرة مايا، تحكي آيندي قصة مراهقة يتوفى جدها فتدخل بحرًا من التوهة والمخدرات، وينتهي بها الحال مختبئة مع جدتها في إحدى الجزر المحيطة بأمريكا اللاتينية، هربًا من العصابات الذين استغلوها استغلالاً سيئًا في لاس فيجاس بالولايات. تقول آيندي إنها استوحت فكرة البطلة من حفيدتها ذات الخمسة عشر عامًا، تضع السماعات في أذنيها طوال الوقت ولا تقرأ ولها صديق يعاملها بفظاظة. لم تفلح كل نصائح إيزابيل في توجيه الحفيدة نحو ما تراه الأصوب، فقررت أن تكتب لها رواية. لم تذكر إيزابيل تأثيرها على حفيدتها لكني اعتقد أنها ربما تتعلم الدرس بالطريقة الأصعب.
كتبت حتى الآن واحد وعشرين كتابًا، ما بين قصص المغامرات والحكايات التاريخية التي تخلط فيها بين الحقائق والواقعية السحرية، والسيرة الذاتية. نالت العديد من الجوائز مثل: وسام جابرييلا ميسترال للاستحقاق، وهي أول سيدة تحصل عليه، وجائزة تشيلي الوطنية للأدب، وأخيرًا على ميدالية الحرية المقدمة من رئيس أمريكا في عام 2014.
تتحدث إيزابيل أيضًا عن الحب الذي وجدته لاحقًا في حياتها، وهي التي تزوجت صغيرة جدًا من "أول رجل نظر لها مرتين" كما تقول. فيما بعد، حصلت مشاكل في حياتهما وفقدا التواصل مع بعضهما فانفصلا. جاء المحامي والكاتب ويلي جوردون في طريقها، تلامست أفكارهما ومشاعرهما معًا فتزوجا. تقول آيندي: لكل حكاية نهاية سعيدة، ونهايتي السعيدة هي عثوري على الحب. أليس ذلك رائعًا؟
_________________________
المصادر:
1- هنا
2- وهنا

نُشر في نون هنا


15 فيلم مُلهم شفتهم في 2015



أنا شفت أفلام كتيرة في 2015، بس مش كلهم جُداد، الأغلب الأعمّ حاجات شفتها واتكررت معايا عبر السنين، يمكن لجمالهم أو للتأثير اللي سابوه جوايا. ندخل على الأفلام بدون زيادة تأخير.

1- The Women (2008)
بحب الفيلم ده جدًا، خصوصًا جزئية استعادة "ماري هينز" أو ميج رايان لشخصيتها. في الأول كان عندها أمل باباها يمسّكها مصنع إنتاج الأزياء ، لكنه فاجئها بمكالمة تليفون يفصلها فيها من شغلها. جوازها ممكن ينهار لأنها عرفت إن جوزها بيخونها، وبنتها بتكرهها لأنها مش بتكلمها عن "الحاجات".
"ماري" هنا خرجت برة قوقعتها بعد تحررها من أغلب الالتزامات الاجتماعية وشغلها، بقت بتاخد الكاميرا وتنزل تصوّر في الشارع، بتشتري خامات جديدة لفساتين وتصمم حاجات عاجباها، وفي الآخر عملت حاجة عظيمة كان نفسها تعملها، ونجحت فيها.

2- The Devil Wears Prada (2006)
فيلم تاني قديم شوية، المرة دي لما شفته كنت محتاجة دفعة أمل وتفاؤل إني أقدر أعمل حاجة مهمة. الفيلم بيتكلم عن بنت حلمها إنها تشتغل صحفية، ويقودها الطريق للعمل كسكرتيرة عند "ميراندا" ميريل ستريب، أكثر الستات تحكّمًا صاحبة أهم مجلة موضة في أمريكا. تقودنا الأحداث لزيارة باريس وللتحول التدريجي في شخصية "آندريا" آن هاثاواي، والنهاية مفاجئة بس بتؤكد إن البنات يقدروا يعملوا حاجات مهمة فيما يتعلق بمصيرهن، وإنه مش بس الوظيفة اللي تقرر لي أمشّي حياتي إزاي، لأ، أنا اللي بعمل كده.

3- Song of the Sea (2014)
فيلم كارتون بيحكي عن بنت مامتها اتوفت وهي بتولدها، وبعدين باباها رفض يسيب الفنارة المطلة على البحر، مكان شغله وإقامته. بعد كده البنت "سيروسي" اللي بتتكلم لغة حيوانات الفقمة، وأخوها اللي حافظ أغاني غريبة مامته كانت علمتهاله، هما الاتنين بيسعوا لإنقاذ عالم الجنيات والحيوانات المسحورة. الفيلم صورته مبهرة جدًا وأحداثه مشوقة، حبيته وتعلقت بالأغاني اللي بتتقال طول الفيلم عشان تمشيّ السحر الأسود، خصوصًا إنها اتقالت بصوت شجي جدًا ودافي.

4- Hanging Up (2000)
الفيلم بيحكي علاقة تلات بنات بأبوهم وأمهم، خصوصًا لما أبوهم التمانيني أشرف على الموت. الخط الأساسي في الفيلم بيتتبع حياة ميج رايان "إيف"، وإزاي هي بتتعامل مع الضغوط والأشياء اللي بتقع فوق دماغها فجأة. أنا حبيت أوي إحساس "يلا هو هييجي إيه أسوأ من كده؟" وفعليًا بيحصل أسوأ من كده، بس هي برضو بتعرف تتعامل. بتعرف تتكلم مع أبوها اللي بيعاني من خرف الشيخوخة، واستفادت من المساعدة اللي نزلتلها من السما عن طريق الدكتور الإيراني ومامته، لما خبطت في عربية الدكتور بالخطأ دلالة على لهفتها على تحقيق كل اللي الناس بيطلبوه منها، حتى لو جه على حساب نفسها وبيتها. المساعدة دي والكلام العميق اللي قالتهولها الأم الإيرانية، كل ده عامل زي الملايكة اللي نازلة من السما مخصوص عشان تهمس في ودنها "متخافيش، كل حاجة هتبقى كويسة". 

5- The Hundred-Foot Journey (2014)
الفيلم خفيف. بيحكي قصة عائلة من الطباخين انتقلوا من الهند لفرنسا، وسكنوا هناك وفتحوا مطعمهم على بُعد 50 قدم من مطعم مشهور بيقدم الأكل الفرنسي رفيع المستوى. "مدام مالوري"، صاحبة المطعم الفرنساوي، بتعلن عليهم الحرب من أول يوم. على الناحية التانية، واحد من أبناء العائلة الهندية يبرع جدًا في الطهي وبيتعلم حاجات جديدة، وبيسافر ويشوف حاجات أكتر. الفيلم بيحكي قصة عبور الخمسين قدم دي، من الجانبين الهندي والفرنسي. مكانتش الرحلة سهلة أبدًا، ولا عملوها بين يوم وليلة، بل على العكس، كل واحد حارب كبرياءه وأخد وقت على ما تقبّل الآخر. الفيلم حلو وفيه لمسة من أفلام بوليوود، والنهاية معقولة إلى حد كبير.

6- Theory of Everything (2014)
بيحكي قصة "ستيفن هوكنج" عالِم الفيزياء الشهير، وهي قصة حقيقية بالمناسبة، لزواجه الأول. الفيلم على قد ما هو مبهر فهو مش بيحسسك بالصعبانيات على البطل، خصوصًا لما تعرف إنه لسه عايش بيننا، وبيحاول يوصل لنظرية فيزيائية تضم كل شيء فعلاً. هنا بتتعاطف مع البطل اللي طول الفيلم بتحصله انتكاسات وتتمنى إنها متحصلش، وبتتفاءل بوجهه المبتسم دايمًا حتى في أحلك لحظاته. نهاية الفيلم مفتوحة لأن هوكنج لسه لم يتوصل للنظرية اللي نفسه فيها، لكن تعجب بإصراره وتحديه للصعاب البالغة اللي بتقابله.

7- Inside Out (2015)
فيلم لطيف جدًا. بيتكلم عن العواطف داخل المخ، وإزاي إن المشاعر ممكن تتحكم فينا، خصوصًا عند الأطفال. فيه خمسة مشاعر أساسية: الغضب والسعادة والحزن والقرف والخوف، وهي اللي بتمشي السفينة. الفيلم بيتكلم عن انتقال الطفلة "رايلي" مع والديها لمدينة جديدة وبيت جديد، وهي مش مبسوطة بالانتقال ده. تبتدي مشاعرها تلعب بيها، وتوجهها لحاجات قد تكون خاطئة بس همّ مش عارفين ده في ساعتها. من ألطف اللقطات لما كانت "حزن" مش قادرة تمشي مع "فرح" وهما بيحاولوا يلاقوا مخرج من الذكريات المصفوفة حواليهم، وقالتلها "جُرّيني" ورفعتلها رجلها عشان تمسكها منها وتجرّها، لأني أحيانًا بكون زيها.

8- The Imitation Game (2014)
بيحكي عن قصة عالِم الرياضيات آلان تورينج اللي بيتوصل لإنتاج آلة عملاقة فيها تروس ودوائر بتدور بتركيبة معينة وتتابع معين لفكّ شفرات الألمان في الحرب العالمية التانية. يقال إن الفيلم حقيقي وحصل بالفعل، وإن الكمبيوتر اللي إحنا شغالين عليه حاليًا يعتبر الحفيد للآلة العملاقة اللي أنتجها آلان تورينج. 

9- Exodus: Gods and Kings (2014)
الفيلم سيء جدًا، ومستغربة على كريستيان بيل إزاي قِبل إنه يمثل في فيلم أخطاؤه التاريخية والدينية واضحة بالشكل ده! الفيلم مطلّع المصريين القدماء -وده مش تحيز ليهم- أشرار جدًا وبيستعبدوا اليهود، وإن "موسى" (كريستيان بيل) طلع أخو "رمسيس التاني"، وحكايات بتختبر صبرك على إنك تنطّ في الشاشة وتقولهم لأ ده غلط محصلش كده! الفيلم دموي شوية، وبيصوّر إله "موسى" بالغضب الشديد لدرجة التصرف الأعمى زي ما حصل مع ابن "رمسيس التاني".

10- The Best Offer (2013)
الفيلم محبوك صح، بيحكي تطور قصة حب ما بين خبير مثمّن للتحف، وبنت عندها مرض غريب يخليها تخاف من الناس ومحبوسة في بيتها من 14 سنة. قصة الحب بتتطور تدريجيًا بحيث تجعل المشاهد متوحد مع بطل الفيلم في تصرفاته. النهاية غريبة شوية وأنا لا أتفق معها، وإن كان من اللازم على المشاهد التعرّف على اللمحات اللي المخرج بيديهاله عشان متجيش الخاتمة وتضايقه، بالعكس، لازم يكون مستعد.

11- From Time to Time (2009)
بيحكي عن ولد راح يعيش مع جدته أثناء الحرب العالمية التانية. بنكون منسجمين مع الأحداث لغاية ما هوب.. يشوف شبح! بالنسبة لي دي كانت لحظة فاصلة خليتني أقاطع الفيلم لفترة طويلة لأني مش عايزة أشوفه، لكني عُدت وشفت الفيلم تاني وجمّدت قلبي. الفيلم مشاعره الإنسانية نبيلة، بيتطور على مستويين: حياة أهل البيت وحياة الأشباح، في عصرين مختلفين لنفس البيت. الخاتمة صادمة شوية لكن يمكن تمريرها إلى حدٍ ما.

12- Freedom Writers (2007)
الفيلم بيتكلم عن مدرّسة ابتدت حياتها المهنية في مدرسة ثانوية، فصلها فيها كان عبارة عن كل المنبوذين اجتماعيًا، كل ذوي البشرة الملونة والآتين من الأحياء المنعزلة "الجيتو".
يواجه المدرّسة عنف شديد من الطلبة تجاه بعضهم، وتستنج هي إن ده نتيجة للعنف اللي بيتعرضوله في الشوارع ضدهم كأعضاء الجيتو. هنا ابتدا دورها الحقيقي في التعليم، عرّفتهم يعني إيه عنصرية ويعني إيه تصنيف الناس على أساس "أنفهم المعقوف" أو على أساس لون بشرتهم، الولاد اتشد انتباههم جدًا لكلامها وجات نهاية لطيفة للفيلم في مبادرة اقترحها الطلبة ولاقت أثرها المستحسن عند المدرّسة.

13- Sense and Sensibility (1995)
يمكن ده أقدم فيلم في المقالة بس أحلاهم. جين أوستن (مؤلفة الرواية المأخوذ عنها الفيلم) لطيفة جدًا في رواياتها، خليتها كلها خفيفة ونهايتها رائعة. 
الفيلم بيحكي حكاية تلات إخوات بنات والدهم توفي وسابلهم مبلغ زهيد ميكفيش عيشتهم الرغيدة اللي كانوا عليها في حياته، فانتقلوا عشان يعيشوا في كوخ صغير في الريف. فيه قصتين حب ما بين الأختين وشابّين شاء القدر وضعهما في سكّتهما، وكل واحدة قصة حبها بتتشابك وتتعقد ونوصل لمرحلة إن المشاهد متيقن من فشلها، لكن مع تطور الأحداث بيظهرلنا أمل في حياة جديدة وبداية تغيّر الماضي غير المرغوب فيه.
الفيلم مناسب لليلة شتوية باردة والكلفتة تحت البطانية مع إخواتنا وصينية عملاقة من أكواب الشوكولاتة باللبن، والإصرار على الاستمتاع بالوقت رغم الأقدام الساقعة.

14- Last Chance Harvey (2008)
كنت بشوف الفيلم وأنا منفعلة معاهم ومع اللي بيحصل وعايزة نهاية سعيدة بأي شكل، ولما تحصل عقبة أو يتعثر أحد الأبطال كنت بتضايق جدًا. لحسن الحظ فإن النهاية لطيفة، مفتوحة بس فيها بريق أمل إن ممكن الأشياء تتغير للنحو اللي إحنا عايزينه، شيء بيفكرني بالنهاية المفتوحة لفيلم "في شقة مصر الجديدة" للمخرج محمد خان، حاجة منعشة زي فرقعة البونبون اللي بيعمل "فزززز" كده في البُق.

15- Magic in the Moonlight (2014)
فيلم بيستعرض مهارة "كولن فيرث"، اللي لما اكتشف في النهاية الحقيقة كان عبقري يشبه في قدرته على الاستنتاج ذكاء ومهارة شيرلوك هولمز. بيحكي عن ساحر بتيجي "مستبصرة" تتحدى ذكاءه وقدراته على الاستنباط المنطقي. الفيلم فِضل ماشي كويس وكل شوية مفاجأة تانية تتحداه هو وعقله، لحد ما في النهاية بيعرف الحقيقة كلها وبيكتشف إن قد إيه العالم صغير وإنه من السهل جدًا خداعه لو الشخص المخادع عرف يجيله منين بالضبط.

بس كده.. دي قائمة مختصرة لأهم الأفلام اللي ثبتت في دماغي طوال السنة اللي فاتت، 2015. أغلبها عائد للسنوات الماضية، لكنها ما زالت صالحة للمشاهدة، وبتدي نوع من الأُنس اللطيف في الليالي الوحيدة اللي بيحتاج الواحد فيها لفيلم ميلعبش في دماغه، ويسلّيه -وأعتقد دي مش تهمة ولا حاجة قليلة أو سهلة- ويبعته للنوم وهو مبسوط ولو حبة صغيرين.
________________________

نُشر في نون هنا