بقلم: د. ماري هارتويل ووكر
ترجمة: رزان محمود
يجب أن تصبح صديقك المخلص.
1- "كن واقعيًا": إذا لم ترضَ بأي شيء أقل من "الشفاء" من المرض النفسي المزمن، فإنك بذلك تحضّر نفسك للإحباط، إن الصديق الجيد قد يحاول مساعدتك لتقبل وجهة نظر واقعية لما تعنيه كلمة "التعافي".
قد يذكّرك أن الأمراض الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو التهاب المفاصل أو السكّري لا يمكن الشفاء منها تمامًا، لكن يمكن للناس أن يعيشوا بسعادة وتزيد إنتاجيتهم بمجرد وضع أعراض مرضهم تحت السيطرة.
وبشكل مشابه، فحتى الأمراض النفسية الخطيرة مثل فصام الشخصية يمكن أن تكون جزءًا من نسيج الحياة اليومية للفرد دون أن تسحقه تحت وطأتها، فكما لا يوجد حاليًا "شفاء" من ارتفاع ضغط الدم، فلا يوجد "شفاء" للذُهان، لكن الاستمرار في العلاج وأن تعيش حياة صحية يمكن أن يدفع بكلا المرضين إلى خلفية الحياة اليومية.
2- "تناول دوائك": في ميعاده وبالجرعة المناسبة، إن الصديق الحقيقي لن يدعك تقنع نفسك أنه من الملائم أن تتوقف فجأة عن تناول الدواء لمجرد أنك تشعر بالتحسن.
قد تشعر بالتحسن لأنك تأخذ الدواء؛ وسيذكرك صديقك أن تخبر الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض جانبية، أو إذا فاتتك جرعة، أو إذا كنت تشك في فعالية الدواء نفسه.
لن يستطيع طبيبك المساعدة إلا إذا اتبعت التعليمات وأعطيته المعلومات الصحيحة عن النتائج، تتطلب أغلب الأدوية الإيقاف التدريجي لو أردت أن تتوقف بأمان عن تعاطيها، لذا استشر طبيبك لو أردت إيقافها.
3- "زُر طبيبًا نفسيًا": لن يوافق الصديق المخلص على فكرة أن تكون الأقراص وحدها ما سيجعل الألم يختفي؛ حيث وجدت بعض الدراسات أن الجمع بين تناول الأدوية وبين العلاج بالكلام "العلاج النفسي" هو أكثر الطرق فعالية لكي تصبح أفضل، ولتستمر في الشعور بذلك.
يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك على تعلم بعض مهارات التأقلم الجديدة، وأن تمارسها، ويمكن للجلسات أن تُخصص لمساعدتك على التعرف على المسائل والناس والأماكن التي تمثل صعوبة لديك في مواجهتها، وذلك لكي تتمكن من تطوير تقنيات واستراتيجيات للتعامل معها.
وربما أكثرها أهمية، إن طبيبك يمكنه تشجيع ودعم الجهود التي يمارسها صديقك الداخلي، وذلك إلى أن تقيم نظام دعم طبيعي لكي يحل محل ذلك الصديق.
4- "احصل على قدر كافٍ من النوم": سيتصل بك صديقك الحقيقي في الساعة 9:00 ليلا، وبهذا يمكنك أن تكون في الفِراش على الساعة 10:00 أو 11:00، وبغض النظر عن مدى المرح الذي تحظيان به معًا، فإن صديقك سيتفهّم حاجتك إلى 6 أو 8 ساعات من النوم كحد أدنى، كل ليلة.
سيعرف أن الأجساد بحاجة للراحة كي تُشفى، إذا كان لديك مشاكل في الدخول إلى النوم أو أن تظل نائمًا، سيذكّرك أن تتأكد من أنك تنفذ كل الأساسيات التي تحتاجها، لكي تتوقف عن ممارسة أنشطتك اليومية وتدخل في النوم.
سيخبرك أن تطفئ كل شيء يعمل على تحفيزك قبل ساعة على الأقل من ميعاد النوم، سيطفئ الإنترنت ويخبرك أن تفعل المثل. سيذكرك أن تطفئ التلفزيون وألا تجيب على هاتفك أو تتصل بأي شخص إلا إذا كانت هناك ضرورة طارئة.
وإذا احتجت إلى تقنيات واضحة أكثر، سيخبرك أن تأخذ حمامًا دافئًا بملء البانيو، إذا كان ذلك من مهدئات أعصابك، وأن ترتدي منامتك وتتوجه للفراش مباشرة؛ أو أن تشغّل بعض الموسيقى الخفيفة وتخفت الإضاءة. ستحتاج لإقامة روتين ينبّه نظامك الجسدي أن "اليوم انتهى، سنذهب للنوم الآن".
5- "عامل جسدك جيدًا": لا تصبح الجوائز كذلك إلا إذا كانت نادرة، بالمثل، لن يحضر لك الصديق المخلص قطعة من الشوكولاتة إلا إذا كانت المناسبة خاصة جدًا، وبكميات صغيرة لا تتجاوزها، وبدلاً عن ذلك، سيصرّ على أن تعوّد نفسك على عادة تناول ثلاث وجبات صحية في اليوم، زائد وجبتين إلى ثلاث من الوجبات الخفيفة الصحية.
يحتاج جسدك للوقود كي يتعافى، والتدريبات الرياضية؟ نعم بالطبع. سيخبرك صديقك أن تتحرك. يمكنكما التمشية معًا أو الذهاب لصالة الألعاب الرياضية لما لا يقل عن 30 دقيقة في اليوم، وذلك سيجعلك تشعر بالروعة. سيشجعك على التقليل من الكافيين والكحوليات والسكريات والنيكوتين، وأن تبتعد عن الأدوية غير القانونية "المخدرات".
إن جسدك وعقلك لديهما ما يكفيهما، وذلك بدون المعاناة ضد تأثير المحفزات والأمور الكئيبة التي يمكنك السيطرة عليها، سيصرّ صديقك، بلطف لكن بثبات، أن تلك هي عادات المعيشة الصحية. لكي تكون صحتك جيدة، يجب عليك أن تتصرف اتباعا لتلك الطريق، خاصة عندما لا تشعر أنك تريد ذلك. يجب ألا يكون القيام بالأساسيات خيارًا، كل يوم.
6- "تعلّم تقنيات الاسترخاء": من مهام الصديق الجيد أن يسحبك إلى ورشة لتعلّم التأمل أو اليوجا أو التأمل الواعي، وقد ينخرط من أجلك في الصلاة والدعاء لك بالصحة والعثور على الإرشاد، سيعرف صديقك أن عندما تجد عقلك يدور في دوائر، فإنك بحاجة لطريقة طبيعية وفعّالة للتهدئة من سرعتك.
7- "اصنع صداقات جديدة، أو على الأقل معارف": عندما يكون الناس منعزلين، فإنهم بذلك يواجهون وقتًا أصعب بكثير للتعامل مع مرضهم، سيشجعك صديقك أن تنضم لكنيسة أو نادٍ أو مجموعة دعم، أي نشاط يتقابل فيه الناس أسبوعيًا وبذلك يكون لديك اتصال دوريّ مع أشخاص يشاركون بعضهم جزءًا من اهتماماتهم أو أوجه قلقهم. ستحتاج إلى أكثر من صديق واحد، حتى لو كان هذا الصديق أحسن الناس الذين يمكنك تخيّلهم. أنت بحاجة لمجموعة من الناس ممن يراعون بعضهم البعض.
8- "أخبرني عنه": إن الصديق الداعم سيريد أن يعرف ما يمكن أن يصبح عليه الحال لو بدأت في فقدان السيطرة، عادة ما يحدث الأمر بالتدريج البطئ، ومن الصعوبة التعرف على أن المرض بدأ في السيطرة حتى يصبح الأمر خطيرًا بالفعل، ذكّر صديقك الداخلي أنكما تعرفان معًا الإشارات الدالة على الخطر، اتفقا على أنك بمجرد أن تشعر بعدم الراحة، ستتصل بمعالجك النفسي، حتى لو شعرت أن الأمر ليس بتلك الخطورة.
_________________________________
نُشر في نون، هنا
نُشر في نون، هنا