هذا المقال مُهدى إليّ. شكرًا
في مكالمة سريعة لصديقي كريم الخارج
حديثًا جدًا من المعتقل، سألته للمرة الثامنة في أسبوعين لو استطعنا أن نتقابل.
زفر وقال بنبرة عصبية: "أنا مبقيتش عارف أجري على أصحابي اللي دخلوا المعتقل
بعدي وللا اللي مات امبارح ولا الأحياء اللي عايزين يشوفوني ولا أهلي اللي في
البيت وزعلانين مني لأني مبشفهمش."
صمتّ. طبعًا، لا بدّ أن أفعل. فهي
ظروف ضاغطة وقاهرة. اقترح كريم بعدها أن نتقابل في معرض رسومات صديقه المتوفي
غرقًا، هشام رزق، فوافقت، وأخيرًا رأيته بعد أسبوعين ونصف من خروجه من المعتقل.
لا أريد لكريم أن يفقد هدوءه أو يخسر
قلبه. هاتفته: "حافظ على قلبك" فأجاب "باجاهد لده". لم يبدُ
مبررًا لكلام أبعد من ذلك، فصمتنا جدًا، جدًا يعني.
إذن، هذا المقال مُهدى، أيضًا،
لكريم.
....
نعيش ظروفًا ضاغطة تفقدنا إنسانيتنا.
نحن في أوقات صعبة، والأسوأ لم يأتِ بعد. لكن أيضًا الأفضل لم يأتِ بعد. هذا جزء
من إيماننا بالقدرات البشرية، ما دام هناك من يتفاعل ويتحرك "على الأرض"
ليحارب الرماديّ ويمسك بفرشاة ألوان ويقاتل. وهو جزء من إيماننا بالله، حيث الثقة
في مقادير فضلى رُسمت لنا. لكننا عاديون، لم ننزل من سماء الأوليمب أو يربّنا
آباؤنا على الفنون القتالية في سن الثالثة والحديث بالإنجليزية والعبرية في
الرابعة. في أوقات كثيرة نشعر بالغرق، تغمرنا الأحداث ومشاعرنا حيالها، ولا نستطيع
التنفس. في سلسلة المقالات هذه سنتحدث عن أخذ أنفاس عميقة، والغطس، والطفو، بتقنية
"هوبّا تيكو مامبو".
(1 – هوبّا)
1- اعرف مشاعرك:
اعرف ما تفكر فيه وتشعر به. هل هو
الغضب؟ الخوف؟ امنحه اسمًا، ارتكن إليه، ودعه يخرج للسطح. لا تكبت مشاعرك لأنها لن
تختفي، بل ستتعاظم بداخلك حتى تغمرك تمامًا وتسقطك أرضًا وقتما لا تتوقع. لا تحاول
الهرب! لا سبيل إلا المواجهة!
من ناحية أخرى، فأثناء تجنب مشاعرك
يعمل عقلك دون إرادتك على إعادة إنتاج وتحليل الأحداث المؤلمة والتي أدّت لخلق تلك
المشاعر السلبية، هذا في الوقت الذي يتحتّم عليك أن تترك نفسك "لتشعر"
بالألم والحزن والفقد والوجع والغضب المصاحبين لما حدث، بالفعل.
هناك طبيبة، تُدعى كريستينا ج.
هيبرت، عانت من الفقد المتواصل لأخواتها طوال عمرها، أنشأت طريقة تُدعى: TEARS: Talking "الكلام عمّا وقع
بالفعل"، وExercising "ممارسة الرياضة"، وArtistic Expression "التعبير الفني/استخدام الفنون
المختلفة في التعبير"، وSobbing "النشيج (= البكاء بشهيق
ونهنهة)".
وتقول كريستينا إن هذه الأشياء
الخمسة تفتح لنا سككًا لأفعال يمكننا القيام بها حين تغمرنا ضغوط الحياة ولا
نستطيع التنفس. وتؤكد على ضرورة ألا "تعقلن" مشاعرك، أو تحجمها، بل
تقبلها كما هي لأنها "جزء من رحلتك على الأرض".
2- تكلّم، تحدث،
قُل، انطق، ضع في صورة كلمات:
عندما تكتم الحديث عن المواقف الصعبة
فإنها ستكبر وتنمو بداخلك، وتتحول لمخاوف ومصادر للتوتر وسينهشك القلق وحدك
ملتهمًا إياك في صورة وحش خرافي انبسط أخيرًا بالعثور على ضحية. هذا بينما الحديث عن
مشكلاتك في التعامل مع تلك المواقف يساعدك على التفكير في حلول لها وفهمها فهمًا
أفضل، ويمكن أن يقول المستمع إليك شيئًا من نصيحة أو طريقة لمواجهتها، سواء من
خلال ما قرأه أو ما واجهه.
3- طوّر مهاراتك
الميتافيزيقية:
حاول أن ترى "ما بعد" تلك
الأشياء: المواقف الصعبة والمشكلات والأوقات الضاغطة. ما وراءها؟ هناك حكمة ما،
ربما لن تستطيع الوصول إليها الآن، لكن فكرة "الحكمة" في حد ذاتها
مريحة، كأن تفقد وظيفة ما فتحصل على أفضل منها أو تهاجر لدولة أفضل، وهكذا.
4- لبدنك عليكَ
حقًا:
دائمًا: "كُل كويس ونام
كويس". الأكل المغذي "خضروات ورقية مثلاً، جرجير بالليمون، كفتة
بالطحينة، خضروات مطبوخة بالصلصلة البيضاء أو الطماطم" يساعد جسدك على الوقوف
لتحمل الصدمات، بينما النوم الجيد يساعد عقلك على فصل الأشياء والأحداث حتى
المتلاحق منها، ويضع نهاية معقولة ليوم طويل من الضغوط والنكسات المتوالية. النوم
غير المتقطع – يمكنك الاستعانة بمنوّم، لا ضير – يجعلك أصفى ذهنًا من اليوم
السابق، وبالتالي تأخذ قرارات إن لم تكن أفضل فهي "أفضل" ما استطعت
القيام به.
استحمّ. اغسل شعرك وتعطّر بأي عطر
ولو كان بسيطًا، ضع مزيلا للعرق وارتدِ ملابس نظيفة ومكوية، مشّط شعرك جيدًا واغسل
أسنانك كل يوم مرتين، واجلس في منزلك مرتبًا أو اخرج لمقابلة أناس لطيفين.
5- التقبل:
هناك دعاء في الإنجيل يقول فيما
معناه: "اللهم أعطني القدرة على تغيير ما يمكنني تغييره، والرضا لتقبل ما لا
يمكنني تغييره، والحكمة للتفريق بين الاثنين."
هذا ليس معناه طبعًا أن تتوقف عن
السعي لمناطحة دولة من ذات الرأسقدميات حيث لوامسها في كل مكان، لكن هناك ما لا
يمكنك تغييره مثل الموت، وإن كنا نحاول "منع حدوثه" أو أن يحدث
"بآدمية" ولو حبة صغيرين.
6- اطلب
المساعدة:
حتى هرقل حظي بمساعدة بيجاسوس، حصانه
الطائر المكوّن من دموع وسحاب. لا تظن في نفسك أنك تستطيع القيام بكل شيء، في كل
وقت، والانتهاء في ميعاده المحدد. اطلب المساعدة.
حتى في هذا الأمر، يجب أن تكون
محددًا، كأن تقول للمقربين لك من الأصدقاء والعائلة: "أحتاج لأن تكونوا
بجواري، اطمئنوا عليّ دائمًا، اتصلوا بي أو اتركوا لي رسائل على الهاتف أو
المدوّنة. أريد ربتات أكفّ طيبة لا نهائية على كتفيّ، ولا بأس بكثير من الأحضان
الزرقاء التي تشدد الضمّ." كما يجب أن توضح ما لا تريده: "مش عايز اللي
يقول لي ح تفكّ امتى والعلاج ده طوّل أوي وقوم فرفش كده وهي ح تتحلّ!"
تذكّر أن طلب المساعدة لا يصبّ في
مصلحتك فقط، بل يجعل الآخرين الذين يهتمون لأمرك ويحبونك يعرفون ما يمكنهم فعله
لتصبح في حال أفضل. تذكر أن هذا يعزز العلاقات بينكم لأنها في وقت الأزمات تضعف،
بطبيعة الحال.
لم ينتهِ المقال بعد، لأني قد قسّمته
لعدة أقسام لمنع الملل. شيء آخر أودّ التنويه إليه: لم أكتب للأمهات العاملات أو
غير العاملات، أعلم أنهن منسحقات تحت ضغط الأولاد والمواصلات والعمل، ويحتجن لكلمة
طيبة تُقال لهنّ أو نصيحة. لكني لست في موضع اتحدث منه "بخبرة"، لذلك
فضّلت الحديث عن شيء أعاني منه وأحاول البحث عن إجابة له. اقرأوا بقية المقال.
شكرًا :)
__________________________
نُشر في نون بتاريخ يوليو 2014
نُشر في نون بتاريخ يوليو 2014
http://nooun.net/article/1125/
1 comment:
أنا تارا عمر ، أعيش حاليًا في بيلاروسيا. أنا أرملة في الوقت الحالي ولدي أربعة أطفال ، وقد كنت عالقًا في وضع مالي بسبب جائحة عالمي وكنت بحاجة إلى إعادة تمويل ودفع فواتيري. حاولت البحث عن قروض من مختلف شركات الإقراض الخاصة والشركات ولكن لم تنجح أبدًا ، ورفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن كما شاء الله ، تعرفت على رجل الله موظف قرض يعمل مع مجموعة من المستثمرين الراغبين في تمويل أي مشروع بمعدل 2٪ في المقابل منحني السيد بنيامين لي قرضًا بقيمة 150.000.00 دولارًا أمريكيًا و اليوم أنا صاحب عمل وأولادي في حالة جيدة في الوقت الحالي ، إذا كان يجب عليك الاتصال بأي شركة فيما يتعلق بتأمين قرض دون ضغوط ، ولا فحص ائتماني ، ولا يوجد موقّع مشارك مع معدل فائدة 2 ٪ فقط وخطط وجدول سداد أفضل ، يرجى الاتصال بالسيدة بنيامين لي (247officedept@gmail.com). إنه لا يعرف أنني أفعل ذلك ، لكنني سعيد جدًا الآن وقررت السماح للناس بمعرفة المزيد عنه وأريد أيضًا أن يباركه الله أكثر. يمكنك الاتصال به من خلال تطبيق whats: + 1-989-394-3740. .
Post a Comment