تستغل فرصة انشغال أمها بصلاة الظهر التي حان موعدها، وأبيها بمشاهدة موجز الأنباء، وتتسلل لغرفتها لتغلق بابها عليها بحذر.. تسحب القنينة الصغيرة من مخبئها وتبدأ ببطء محسوب في فرد لون الكريز شديد البهجة على أظافرها..
تنهي أمها الفريضة فتهرع الفتاة للتظاهر بأنها تكمل غسيل الأطباق، إلى أن يجف اللون تمامًا.. تتجنب الاحتكاك بأيهما إلى أن تتقلص كومة الأطباق عن آخرها، وهي تتطلع من حين لآخر بإعجاب إلى اللون الذي يغطي أطراف أناملها..
تخرج إذن من المطبخ، بابتسامة عريضة قدر المستطاع، وتتحين الفرصة لتُري أمها - بنفس الابتسامة - اللون الجديد، وكيف أنه جميل على أصابعها.. تسعد الأم قليلا ثم لا تعيرها اهتماما بعد ذلك، وتكمل النقاش الحامي الدائر بينها وبين الأب..
تأتي خالتها لزيارة والدتها - الجدة - المريضة والمقيمة عندهم. تراها على نفس حالها فلا تبدي أي تعليق أو انفعال كعادتها مؤخرا، وبنفس الوجه الجامد تستعد للمضي لمنزلها. تلحقها هي على الباب لتسلم عليها، وتريها عَرَضًا اللمعة الفضية في أظفارها.. تطلق الخالة ضحكة فجائية مبتسرة، ثم تحافظ على ابتسامة حيادية ما، وتخرج..
يأتي الإخوة من المدرسة.. تقول سأغير طريقتي هذه المرة، فتلتقطهم مباشرة من على الباب وتعرض أصابعها في الشمس ليروا انعكاس الأشعة الذهبية على اللون الكريزي الجميل، فيسخرون منها لفضيان عقلها، بينما تعلن الصغرى أنها تريد فستانا بهذا اللون تماما في العيد القادم.. يكملون سخريتهم على الأختين معا، ثم يدخلون المطبخ باحثين عن الغداء..
تجلس الأخت وحدها في غرفتها، متطلعة للطلاء والنقاط الفضية اللامعة متناهية الصغر فيه، وتفكر أن لون الكريز به لا يحمل ابتهاجا ولا "نيلة"، وأن تلك اللمعات الصغيرة ليست جنيات بالغة الدقة ترقص وتغير أماكنها كلما حركت أصابعها، فتزيله من على أظافرها وتنزلق إلى المطبخ ..
................
26-12-2009
No comments:
Post a Comment