أنا بقالي كتير أوي أوي بدوّر على مسلسل "حكايات وبنعيشها.. مجنون ليلى"، ومش لاقياه خالص، أنا أصلي مشفتوش لما اتعرض في التليفزيون، لأننا من زمان جدًا مش بنتفرج على حاجة في رمضان نهائي، غير بكار الله يرحمه.
بس أنا كنت سمعت عن "مجنون ليلى"، وإن الممثل الجديد -بالنسبة لي ساعتها- خالد أبو النجا عامل شغل حلو. قعدت أدوّر من ساعتها لحد دلوقتي على لينكات أو أي حاجة شغالة للمسلسل عشان أشوفه ملقيتوش. وبعدين، هوسي الجديد بخالد أبو النجا (متأسفة بس مضطرة أقول إني اتهوست فعلاً) خلاني لما فتحت صفحته على موقع "السينما. كوم" وجبت تاريخه الفني، أدوّر تاني على المسلسل، والمرة دي لقيته.
الحقيقة -وده شيء لا أخجل منه إطلاقًا- أنا كنت بشوف المسلسل بس عشان أشوف خالد أبو النجا، عشان مخصوص أشوف بيتعامل إزاي مع "ليلى". متضايقتش من اندفاعه في حبه ليها وتصوره إنها بتحبه ما دام جاتله تاني، ومحاولته المستمرة إنه يخلصها من "محمود" اللي كان جوزها. أنا نفسي فاهمة جدًا معنى إن الواحد يكون محبط جدًا ومخنوق ومتكتف في مستشفى مش بيعاملوه كويس فيها، وفجأة حد حلو وأنيق ورقيق ومن الجندر التاني، ييجي يسأل عليه. وشه هيحبه.. وش فعلاً.
كل اللي كان في المسلسل بالنسبة لي حشو وتطويل ملوش لازمة، رغم إنه قعد 15 حلقة بس مش 30 كالمعتاد، بس برضو التطويل موجود وبشدة. أنا كنت عايزة أشوف "خالد/ عمر" بس. حتى لما قالوا عليه "ياسين" في آخر حلقتين، أنا كنت هتجنن وأنط في الشاشة وأقولهم "اسمه عُمر.. عُمر!".
"عُمر" ده تقريبًا الحلم. أرق واحد في الدنيا، بيلعب مع الأطفال حلو جدًا، وبيعامل الناس كلها ببساطة أوي. لما اقترح لعبة "نأكل اللي جنبنا" عشان الأطفال تاكل، أنا تخيلت ببهجة إني ممكن أعملها مع ابن أخويا اللي مبياكلش خالص ده. لما جه "عُمر" يأكل مراة صاحب القناة اللي جنبه، أخدت الموضوع بأريحية خالصة، متعصبتش ولا قالتله إيه الهبل ده أنا ست محترمة. الحقيقة هو مقلِّش من احترامها في حاجة، هو عاملها ببساطة، لأنها -ببساطة برضو- تقريبًا قد أمه. وهمّ في لعبة عشان الأطفال ياكلوا، يعني مفيش نوايا سيئة.
لما "ليلى" جات تقعد مع "عُمر" عشان همّ في المستشفى عارفين بيتها وهيجولها، محسيتش بأي حاجة غريبة. مقولتش "آه بقى.. القيم الغربية هتطغى على المسلسل ويتحولوا لناس منفتحة على البحري". "ليلى" كانت مدركة تمامًا للحدود بينهم، مكانتش بتخليه يلمسها ولا حتى يحط إيده على كتفها، ولما عرض عليها الجواز رفضت بشدة وقالت "إيه الجريمة اللي أنا بعملها دي؟!" لأن -زي ما هي فاهمة -عارفة إن مينفعش تحط مريض نفسي في مساءلة قانونية أو أخلاقية زي دي. ميقدرش حد يتجوز حد كده وخلاص، رغم إني -من معاميع قلبي الصراحة- كان نفسي أكون مكان "ليلى" ويبقى عندي "عُمر" خاص بيّ، مش شرط يكون مصاب بفصام الشخصية، لأ، بالعكس، عايزاه يحبني عشان هو عايز يحبني، مش عشان مفيش قدامه اختيارات أخرى.
"عُمر" في جنانه وعبطه ولا معقوليته وابتسامته الجميلة جدًا وافتراضاته غير العقلانية، كل ده ساحر جدًا، رقيق ولطيف فعلاً. أنا زهقت من العقلانية والحسابات العقلية والواقعية. أنا نفسي تحولت لشخصية واقعية جدًا عقلانية جدًا بتحسب كل حاجة بألف ورقة وقلم، ومبقيتش بخوض مغامرات. مغامرتي الوحيدة اللي نفسي جدًا أخوضها هي الموت، وهتبقى مغامرتي الأخيرة. بس أنا مأجلاها شوية، يمكن فيه وعد بدنيا أفضل، أو حب جديد، أو ضحكة حلوة من القلب.
"عُمر" حب "ليلى"، وزي ما "شريف" جوز صاحبتها "أمل"، قال كان بيطلع أحلى ما في البني آدم، حتى لو البني آدم ده نفسه مش شايف نفسه حلو أو جميل أو قادر يدي مشاعر حلوة زي الحب.
خالد أبو النجا، عرف يمثل دور "عُمر" حلو أوي. أنا شفتله كذا حاجة ورا بعض، وكنت مبهورة، إزاي هو بيتقمص الشخصية حلو أوي كده. ده كان بيديها قلبه، بيلبسها فعلاً، حتى الحاجات البسيطة زي الشرايط الأبيض والاسود اللي كانت ملفوفة على معصم "عُمر"، لما بقى "ياسين" قلعها.
في آخر حلقة، لما جات "ليلى" تعمل مقابلة عمل مع "ياسين"، قعدت قدامه وقلع النضارة عشان يكلمها. أنا قريت في عينيه تقريبًا كل حاجة، كنت حاسة إنه شوية ويقولها "إنتي ليلى؟ إنتي فين؟ مبتسأليش عليّ ليه؟" أو "أنا حاسس إني شفتك قبل كده" أو "إحنا نعرف بعض، صح؟" حسيت إن عينيه بتنطق، بتتكلم بحاجات كتير، كان فيها لهفة على حاجة هو مش عارفها، وحتى وهو بيقولها "اتفضلي" يعني تمشي، حسيته بيقولها من ورا قلبه. وفي الآخر خالص، قالها "سيبي الباب مفتوح".
"عُمر" انضم لأبطالي الخياليين اللي بيدّوا وعد بأمل أفضل، وعد بحاجات حلوة ممكن تحصل، وعد بإن فيه بني آدمين عِدلين ممكن أتكعبل فيهم في حياتي، وممكن يبقوا أصحابي أو واحد فيهم يتحول لـ"عُمري" ونتجوز، مثلاً. "عُمر" زي "حسين" في رواية "الباب المفتوح"، بيقولنا متيأسيش، ومتقبليش بأقل من توقعاتك. متقبليش بأقل من "حسين" اللي قال لـ"ليلى" -برضو- إنها لازم توصل لمرحلة إن ثقتها تنبع من نفسها لا من الآخرين. وإنها لازم تدوّر على "ليلى" الحقيقية، وساعتها ممكن تدور عليه، وتلاقيه، وتلاقي نفسها.
"عُمر" اللي ورّى "ليلى" إنها مش رخيصة أي حد يتقدملها تتجوزه حتى لو محبيتوش تحت ضغط وإلحاح أهلها، هددوها بالضرب وبالفضيحة وكل حاجة، رغم إن عادي يعني الست تبقى مطلقة مرة واتنين ما دام مش مبسوطة. "عُمر" وراها إنها ممكن تتحب، عشانها هي مش عشان فلوسها ولا نفوذها ولا مالها، ولا عشان عندها شقة.
"عُمر" زي ما خالد أبو النجا بيكتب كتير جدًا على مدونته، مؤمن بمقولة: البقاء للحب.
شكرًا يا خالد على فكرة.
بي إس: "عُمر" في مقابلته مع مدير القناة بتاع "شريف"، قاله "على فكرة التغير الاجتماعي القادم جاي من الفيسبوك والمدونات".. شكرًا يا خالد.
________________
* نُشر في نون بتاريخ
* نُشر في نون بتاريخ
25-8-2016
** لمشاهدة المسلسل اضغط هنا
No comments:
Post a Comment