واحد من ردود الأفعال الشائعة حاجة معروفة دلوأتي باسم "عقدة الناجي" . لأنه اللي بيحصل إنه بمجرد انتهاء الشيء اللي بيمثل تهديد مباشر لحياة الواحد وتبتدي عملية الشفاء، بيظهر الذنب على السطح كون إن إنت نجوت بينما الآخرين ماتوا. دايمًا بتتشاف "عقدة الناجي" على إنها أحد أعراض "كرب ما بعد الصدمة" أو PTSD، وهو الاضطراب اللي ممكن ييجي لأي حد عاش حدث مروّع، زي جريمة عنيفة أو في حالتنا هنا، مجرد إنه كان في مكان بيحتوي على موقف فيه متظاهرين – داخلية أو جيش. وممكن يحصل برضه في مواقف الفقدان – لو كنت بتعتني بشخص واتوفى. بل إن كمان عمال الإنقاذ والدكاترة ممكن يعانوا من عقدة الناجي لأنهم حاسّين بإنهم مساعدوش المرضى كفاية، وماتوا بعد كده.
.
.
كون إن الواحد يصاب بموضوع "عقدة الناجي" أو لأ ده بيعتمد على تركيبته النفسية وخلفية منشأه، لأن فيه عوامل مساعدة على الإصابة بكرب ما بعد الصدمة: إصابة سابقة بصدمة (تروما) أو اكتئاب أو قلة الدعم الاجتماعي اللي ممكن يحصل عليه الواحد، لأن الواحد ساعتها بييجي له إحساس قوي بالمسؤولية تجاه الآخرين. وحيث إن عقدة الناجي جزء من كرب ما بعد الصدمة، فهي بتيجي مصحوبة بأعراض مشابهة للكرب: زي القلقلة والاكتئاب ومشاكل في النوم وفقدان الهدف والانعزال الاجتماعي، وكمان استرجاع أجزاء من الحدث الصادم، بتقتحم دماغك من غير ما يبقى لك يد فيها، أو الإصابة بوسواس متعلق بالحدث. لكن يبقى العامل الأبرز وهو الشعور بالذنب لأنك نجوت بينما الآخرين لأ، والتسخيف من أهمية النجاة الشخصية من الحادث.
.
.
لو سبت حكاية "عقدة الناجي" بدون علاج، ممكن الأمر يتطور للإصابة بالاكتئاب الجسيم، وفي بعض الأحوال ممكن تؤدي للانتحار. ولسوء الحظ كونها جزء من أعراض كرب ما بعد الصدمة بيخليها تتساب من غير علاج، بل إن المصابين بيها أحيانًا ميعرفوش إن أساسًا فيه علاج ليها. لكن هناك بعض الخطوات ممكن تتبعها عشان تحس إنك أفضل.
.
.
أولى الخطوات إنك تسيب لنفسك الوقت عشان تحزن وتتعامل مع الفقدان. لما بتتجاهل حاجتك لأنك تحزن شوية، الأمر ممكن يتطور للإحساس بالذنب. من المهم أن تستغرق الوقت عشان تفتقد الراحلين، أو إنك تحس بغضب من أجل خسارتهم. من المفيد كمان إنك تلاقي ناس عشان تتكلم معاهم عن التجربة دي. الناجين بيحتاجوا للتأكيد على إنهم بياخدوا بالهم من نفسهم، عاطفيًا وجسديًا، وإنهم يبعدوا عن المخدرات والكحول. إذا ازدادت المشاعر سوءًا، ممكن يساعدك إنك تتجه للعلاج النفسي لأنه ح يساعدك إنك تعرف منين جاي الإحساس بالذنب وإزاي تقدر تتغلب عليه وتصفّيه خالص وتعيش مستريح، ولو شوية.
.
.
ايه اللي ضرّني وأنا فاكره بينفعني:
ح أعرض عليك بعض الحاجات اللي عملتها واللي مأفادتنيش. لو إنت بتعاني من الإحساس بالذنب دلوأتي أو استمر الإحساس ده معاك، أنا باقولك أهو على الحاجات اللي مفروض متعملهاش:
حرمت نفسي من الشعور بأي شيء تجاه حوادث القتل، وقلت لنفسي حاجات زي: "إنت متضايق من ايه؟ ما إنت أهو سليم وبخير."
قارنت نفسي بالناس التانيين، وقلت إنهم عندهم قدرة أكبر مني على المقاومة، أو دول هما اللي ليهم الأحقية إنهم يحزنوا.
قلت لنفسي "ما تشد حيلك كده بلاش دلع" و"امسك نفسك" و"خلّي جلدك تخين، مفيش حاجة تعلّم فيه".
إديت ودني للناس التانية اللي عمالة تقولي إني محتاج اتخطى اللي حصل، وأفكر في أفكار إيجابية، وأركز على الجانب المشرق، وإني أشعر بالامتنان إني لسه حي.
داويت نفسي بالكحول والأقراص المنوّمة.
زقيت نفسي إني أمارس شغلي باعتيادية ولا كإن حاجة حصلت، وحرمت نفسي من أي وقت اقضيه في الحزن.
ايه اللي نفعني فعلاً
في حالتي أنا، ولسوء حظي استمرت مرحلة "ايه اللي ضرّني" لوقت طويل نسبيًا، 6 شهور. لكني في الآخر ابتديت إني ألاقي طريقي للخروج من الحالة دي. ح اعرض عليك الحاجات اللي ساعدتني واللي ممكن تساعدك إنت كمان:
الكلام مع مستشارة في موضوع الحزن والصدمة، وإني سبت نفسي تصدق بجد لما قالت لي "إنت عشت حدث صادم (تروما)، من الطبيعي جدًا إنك تحس بالطريقة دي."
أسيب نفسي للحزن، والعياط.
إني ابذل جهدي مع المستشارة لتصديق إني فعلاً مكانش في إيدي حاجة أعملها، وإني افتكر كل الحاجات اللي اعملها عشان أساعد الناس اللي اتأثروا بحوادث القتل.
أتعامل مع نفسي بالراحة، وأسّكت الكلام الداخلي اللي عمال ينقدني ده، مؤمنًا إني عملت كل اللي اقدر عليه في ظل الظروف اللي اتفرضت عليا.
مارست اليوجا كتير أوي.
قعدت اتأمل، وأقول لنفسي كلام لطيف جدًا وطيب، وقدمت لها (نفسي) التقبل المتعاطف لأي مشاعر أو أفكار تيجي على بالي.
اكتب مشاعري، لدرجة إني كان ممكن أملا تلات صفحات من يومياتي بأي أفكار تيجي على بالي، كل يوم صبح.
إني ألاقي طرق مناسبة ليا لخدمة الناس اللي اتأثروا أثر مباشر بحوادث القتل، وللآخرين بشكل عام.
وفي النهاية، لقيت طريقي للشعور بالامتنان كرد فعل طبيعي ينبع من القلب اللي لقى اللي يسمع له ويعالجه، بدلاً من محاولة التنكّر لحزني.
.
.
الخلاصة: حاول تساعد نفسك واطلب مساعدة الآخرين، مش عيب على فكرة، ولا كون إن إنت الجدع أو الفتك اللي فيهم ح يخلي منظرك ضعيف قدام التانيين لو طلبت المساعدة. بالمناسبة إنت ح تطلبها من أصحابك اللي بجد، وأهلك والمقرّبين ليك، ودول لازم يساعدوك في موقف دقيق زي ده. وكون إنك "الدرع" اللي ساند عليه بقية أصحابك أو الناس من الحركة السياسية اللي إنت منتمي ليها، ده لا يمنع إطلاقًا إنك "تريّح" شوية وتاخد حبة وقت لنفسك، تتأمل وتوصل لحل لمشاكلك الداخلية والأصوات اللي بتتخانق جوّاك. لنفسك عليك حق، خليك فاكر ده.
_____________________
ترجمة بتصرّف للمقالين
http://www.ivillage.com/dealing-survivor-s-guilt/4-a-315489
http://marianne-elliott.com/2011/02/surviving-survivors-guilt/
نُشرت على الفيس بوك
31 December 2013