كنا عند أحمد بعد ما رجع من المستشفى.. مهدي راح البلكونة عشان يشرب سيجارة، وبقيت الناس كانوا بيتكلموا بنرفزة وعصبية، سبتهم ولحقت مهدي.. وقفنا ساكتين. بعدين أنا شميت الهوا، وقلت له: "الله، الهوا ريحته حلوة أوي، وهادية.. عارف؟ الحتة دي" وشاورت له بإيديا الاتنين، قلت له "ما بين إيديا ده جزء هادي ومسالم من الهوا. تعالى اقف مكاني وإنت ح تحس بالهدوء والسكينة. اقولك الجو محتاج ايه؟ محتاج اتنين شاي بالقرنفل، شاي حالي.. سكّرك ايه؟"
ودخلت اعملهوله. لما رجعت اديتله كوبايته، وقلت له دوقه، معجبوش أوي، بس إشطة يعني مشّى حاله..
منصور جه كمان شوية، شاور لمهدي من على جنب، إنه يمشي.. مشي
قعد معايا حوالين الترابيزة، اللي كان عليها طبقة تراب خفيفة. إزيّك؟ الحمد لله أنا كويسة، إنت عامل ايه؟ الحمد لله أهه. وبعدين سكتنا ما اتكلمناش. اديتله الشاي وقلت له جربه، شفط واحدة وسكت، وأنا سكتّ. قعدت اتأمل في الجنينة اللي قصاد بيت أحمد، ومنصور ما شالش عينه من عليا..
رحت قلت له: "عارف الجو ريحته ايه؟" قال لي: "ايه؟" قلت له: "المطر.. عارف لما المطرة تنزل فوق تراب خفيف؟ ده بيبقى ريحة المطر.. أنا نفسي الدنيا تمطر أوي.."
سكتنا تاني، وبعدين بص لي ووشه بيتفرد شوية بشوية، ولمحة حزن بتلوح فوقه، وسألني: "ممكن اسألك؟"
"اتفضل"
"ايه تعريفك للحب؟"
أنا: - الحب؟ إجابة كل الأسئلة.. لما تقف كل الأسئلة اللي مفردغة دماغك يمين وشمال. مش شرط تلاقي إجابة عليها، بس تحس براحة كده. بهدوء وسلام.. سكينة. الحب سكينة..
عارف لما يبقى جواك عشرميت حد في بعضيهم عمالين يتكلموا ويتخانقوا؟ الحب بقى اللي ح يخليك تسكتهم كلهم، وتنساهم، وتبقى واحد.. واحد وحيد..
إنت ايه تعريف الحب بالنسبة لك؟
منصور: - (وعينيه بتدمع شوية) إنك متحسش بالذنب. إن الإحساس المقيت ده أخيرًا يتشال من عليك. إنك تبطل تلوم نفسك. (يمسح دموعه) عارفة؟ الحب إنك تبقى ريحتك فلّ على طول.
..أنا: - الله! ده أجمل تعريف سمعته للحب
..منصور: على فكرة أنا بحبك
:) ..لحظة صمت، ثم: أنا: على كده إنت ريحتك فُلّ على طول
______________________
نُشرت على الفيس بوك
نُشرت على الفيس بوك
19 August 2013
No comments:
Post a Comment