Sunday, May 25, 2014

من وسط الأنتي هيروز



لما كنا في الكلية، درسنا مفهوم الأنتي هيرو أو نقيض البطل. كنا بندرس حقبة ما بعد الحرب العالمية التانية، وقالوا لنا إن بعد الحرب، الشباب فقد بوصلته. الشباب اعتبر إن معركته الحقيقية بتاعت الأمل والشرف والبطولة والتضحية انتهت، ومبقاش حاجة يعملها في الدنيا غير إنه يعيش واحد عادي، يروح الشغل ويرجع، بدون بطولات حقيقية أو حروب قوية يستعرض فيها مفهوم البطولة والشرف والقوة بمعانيهم الفجة، الصريحة.. بقيت حربهم الحياة اليومية، وشيئًا فشيئًا تحول الميدان من ضرب بالرصاص إلى ميدان الحب.. بقيت معركتهم الحب، ومحاولة النجاح فيه والفوز بقلب المحبوبة، وإنهم يعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات.. حسّوا بأد ايه بقيت معاركهم قليلة المكانة وبهتانة زي الحب، وإن الواحدة لو اديتهم كتف ومشيت وسابتهم يبقوا خسروا في معركة حياتهم..في الفترة دي تحديدًا طلعت الشعارات الطنانة الكبيرة لأنهم كانوا بيحاولوا يتعرفوا على نفسهم ويفهموها أكتر، بعد سنين من محاولة العيش والبقاء على قيد الحياة، مجرد الأكل والشرب ومحاربة الموت..
بافكر حاليًا، بعد ما جات لنا ثورة، أكيد رجعنا نبقى "أبطال" بدل من نقيضي البطل.. جات لنا فرصة نقف في وسط معارك حقيقية، وناس بتموت، والشرف والصمود والمقاومة رجعت لها معانيها الأولية الفجة، وجات لنا فرصتنا أهو.. بس اللي حاصل كان مزري بشناعة.. عزّل، لا أسلحة، إلا لو اعتبرنا الطوب والمولوتوف أسلحة قاسية في وضاعتها وقلة حيلتها. بنقف لوحدنا، بنموت لوحدنا، جنازاتنا بيحضرها موتى محتملون، ولا فيش حق يتجاب ولا صراخ نافع..
المعركة أكبر منا صحيح، بس عدد مننا قرر مواصلتها حتى النهاية، نهايته هو بالطبع لأن الرصاص تحقيقه أسرع من العدل، أسرع من الحق، أقوى من الخير، أمضى من الشجاعة، بس هو بشجاعة نادرة ورغبة عنيفة إنه يدي لحياته وموته معنى قرر المواصلة.. يمكن هما دول الأنبيا، هما دول الملايكة، هما دول الأبطال الخارقين، هما دول أحفاد أطلس حاملي العالم على أكتافهم، هما دول اللي لو اتحدوا وقرروا يعيطوا ح تعم الفيضانات العالم، ولو قرروا يحكوا النوم ح يطير من أجفان بقية المترددين الخائفين في جلدهم، من هول اللي ح يسمعوه..
في ذكرى نوفمبر 2011، أهديهم تحياتي ودعواتي وصلواتي بأن تكون حياتهم زي ما خططوا لها، وموتهم رحيمًا بلا ألم..
__________________
نُشرت على الفيس بوك
17 November 2013

No comments: