بعد ما خرجنا من المعسكر، ونزلنا
من عربية الترحيلات، حسيت إني مش قادرة امشي كويس. علّقت دراعي في دراع صاحبنا
محمد، والدراع التاني في إيد ضحى، ومشينا. الهوا جاي في وشنا. مكنتش بردانة مع إني
لابسة خفيف. كنت بافكّر إن إزاي ربنا خلقنا بنمشي لوحدنا، ليه منتسندش؟ كنت محتاجة
السَنَد أوي. في الآخر سبت دراعاتهم، وحاولت أمشي لوحدي..
.
سمعت منير وعمرو دياب طول سكة
المرواح. إديت الجاكيت بتاعي لضحى، اللي كانت لابسة خفيف، بس سقعت. يمكن عشان
عيطت؟ أنا مقدرتش أعيط. بس قلبي بطّل يوجعني لما سلّمت على كريم جامد. روّحت
مبتسمة. واحشني جدًا، وح يفضل واحشني.. هرّبت له إزازة فلّ صغيرة جبتها من مكة.
فضل ماسكها في إيده ويفتحها ويشمها ويقفلها تاني ويطبطب عليها، كل ده وهو بيتكلم
مع صحابنا التانيين. أنا ساكتة جدًا ومتابعة كل حركاته، وكل ما يبص لي ابتسم
واتكسف. كان مش لابس النضارة، لأنهم مسكوها كسّروهاله بالعافية، وعشان كده كان
لازم يقرّب مننا عشان يشوفنا. عينيه خضرا، تقريبًا، الإضاءة كانت ضعيفة. بس عينيه
جميلة. يمكن النظرة اللي فيهم جميلة؟ كان بيؤكد لي إنه بخير وكل شوية يضحك. شعره
طويل، وناعم. كان نفسي اقعد أمسّد عليه، يمكن أهدى. الحمد لله، مش بيضربوهم كتير،
وإن كان كريم محبش يتكلم في النقطة دي، وقلب على موضوع تاني. جبت له كتب. قال لي
إنه نفسه في "مُحال" جدًا، بتاعت يوسف زيدان، ووعدته أجيبهاله. رحت
الشروق النهاردة وملقيتهاش، ولا كان معايا فلوس. ربنا يسهل وأروح تاني وألاقيها .
إن شاء الله :)
.
أنا غاية أمانيّ دلوأتي إني أشرب
معاه الشاي، في جنينة لطيفة :)
.
بتيجي في بالي كتير صورتنا، وهو
برة الحبس، والجو لطيف، والشمس حنونة، وأنا وهوّ ساندين ضهرنا على شجرة، قول ضهر
كرسي، قول حيطة، وفاردين رجلينا، وباحكي له عن مدونتي لأني بحبها أوي، وهو مركّز
مع عينيا جدًا، وبعدين آخد بالي إنه مش سامعني، ونضحك سوا.
___________________________
*العنوان تنويع على قصة المخزنجي
"البستان"
No comments:
Post a Comment