Sunday, May 25, 2014

رِيّ


أنا باعتذر لنفسي، حاولت اكتب مشاعري في مقال وابعته، بس مقدرتش.. مقدرتش انسق الكلمات واعملها بالفصحى، مالها العامية؟
أنا مرهقة جدًا. وأنا رايحة لصاحبي أحمد، محبوس برضه، قعدت اتأمل في الشوارع لحد ما كان ح يجي لي جنون. تفاصيل كتيرة جدًا، بتضغط على أصابي . قعدت اتأمل في إيديا. الوردة المرسومة بالحنة. الباليرينا في إسوارة المعصم. انعكاس النور على بلورات الإسوارة. ضوافري الطويلة. طلعت البارفان ورشيت منه ست مرات. بس برضه ريحته موصلتنيش. أحمد في الحبس. أحمد بنشوفه من ورا الباب ذي القضبان. أحمد خسّ أوي، شعره طِول، لسه محتفظ بابتسامته. أحمد النبي.. لينا واحد صاحبنا، أيمن، كان محتجز معاه بس خرج بشكل ما. مطّول شعره ودقنه، مسميينه المسيح. مسيح بيزور نبي. يارب تحصل معجزة ويفرجوا عنهم. يفرجوا عنا. نرحل من هنا. نفرح. يارب نفرح.
ولد صغير، اسمه محمد، من الزقازيق، محتجز مع أحمد، مامته سافرت له وجات بتسلم عليه وتحاول تبوسه من ورا القضبان. ليه مفيش أفلام كتير اتعملت على موضوع البوس من ورا القضبان ده؟ وليه البؤس ده؟ ليه تعذيب الأهالي؟ 
شافته دقيقتين وطلعت. قال لها أنا عطشان يا ماما. أول حاجة جات على بالي إنه بيتكلم مجازيًا. عطشان حرية مثلاً؟ وبعدين لقيت إن أبسط الإجابات قد تكون هي الإجابة الصحيحة والواضحة: الولد عايز يشرب مية. مش بيجيبوا له مية ليه؟ تكدير. أنا عطشان يا ماما. يارب أحمد يفتكر يديله واحدة من قزايز المية اللي والده دخلها له.
أنا عطشان يا ماما..
...
كان فيه فيلم، لاستديو جِبلي، اسمه قلعة السماء. كان بيحكي عن قلعة أسطورية كده عايشة في السما ومتدارية بكذا سحابة ورا بعض. الناس على الأرض كانوا بيسمعوا عنها بس عمرهم ما شافوها لدرجة إنهم طنشوا وجودها تمامًا، وكانوا بيسخروا من اللي يتكلم عنها. فيه بنت صغيرة وصلت لها. القلعة فيها مباني كتير مذهلة، ودهب وفضة ومجوهرات، وخُضرة.. خُضرة كتير. زرع ونجيلة. ورد. فراشات صغيرة. كائنات صغنونة زي أرانب وسناجب. رجال آليين عمالقة بيحموا القلعة.
في يوم ما، زمن ما، ح نوصل للقلعة دي، نعيش فيها، ببساطة، بأمان، بابتسامة كبيرة على وجوهنا، تفاصيل أقل، احتياجات مادية أقل، رضا أكتر. حُبّ، ويمكن كمان أحضان كتير..
وأكيد ح يبقى فيها مية متاحة في كل وقت، كل وقت يا محمد. مفيش عطش. مفيش عطش

_______________________
نُشرت على الفيس بوك

4 March 2014

No comments: